استقبال الرئيس حسني مبارك خلال الأيام القليلة الماضية لوفدين من الفنانين والمفكرين والمثقفين يؤكد اهتمام الدولة والرئيس شخصيا بأغلي وأثمن ما تملك مصر وهي المواهب التي تفاخر بها العالم. لقد وجه الرئيس بضرورة الاهتمام بدور الدولة والمجتمع في دعم رسالة الفن والفنانين وحماية حقوق الفنان في الحصول علي حق الاداء ودعم صناديق العلاج للفنانين, كما قرر احياء عيد الفن. وادار الرئيس حوارا فكريا مع المفكرين والمثقفين ناقش معهم مختلف القضايا المحلية والخارجية التي تشغل الرأي العام, وأكد لهم اهتمام الدولة برموز مصر وحرصها علي توفير كل السبل لكي يواصلوا ابداعهم وتذليل كل العقبات التي تواجه تقدمهم ورفاهيتهم. ويمثل اللقاءان بين الرئيس وكل من الفنانين والمثقفين ذروة الاهتمام الذي يحرص عليه الرئيس دائما, فهذه الفئة المبدعة من المصريين هي واجهة مصر أمام العالم وهي التي تقدم الفن والثقافة والابداع للمصريين والعرب. ومن حقها أن تتوافر لها الوسائل والامكانات اللازمة لكي تظل مصر مركزا للاشعاع الفكري والفني في المنطقة وفي العالم. لكن هناك معني آخر اراد الرئيس أن يوصله من خلال اللقاءين, وهو أن نخبة مصر الفنية والثقافية ليست بعيدة أو منعزلة, فالدولة ممثلة في قائدها تطلعهم علي كل التطورات وتتناقش معهم فيما يهمهم ويهم البلد ككل وتأخذ رأيهم وتستنير به. وفي وقت, تتجه البلاد لاستحقاقات انتخابية مهمة كالانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية, فإن رموز مصر أو القوة الناعمة لابد وأن يعايشوا اللحظة ويتعرفوا علي مكوناتها حتي يكون ابداعهم في شتي المجالات نابعا من الواقع وقادرا علي ابتكار حلول قد لاتأتي في مخيلة السياسيين. إن هذين اللقاءين وما سيتلوهما من تنفيذ الاقترحات التي تم التوصل اليها خلالهما يمكن أن يكونا بداية جديدة لعلاقة وثيقة بين الدولة ورموزها الثقافية والفكرية من أجل ان تظل مصر مركز الفن والابداع والفكر في العالم العربي وإفريقيا.