وليد الشرقاوي : التمويل بلاشك هو العنصر الرئيسي لنجاح أي قناة إخبارية.. تلك حقيقة واقعة فصناعة الأخبار قد تبدو قليلة التكلفة مقارنة بصناعة الدراماو غيرها من فنون التليفزيون لكن في ظل مايموج من تحديات في عالم الإعلام المرئي حاليا تؤكد حقيقة أخري أنها ربما تتفوق علي الدراما خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل علي نطاق دولي في عملية تغطية الأخبار.الكلام السابق يأتي في قبل انطلاق قناة النيل للأخبار والتي يطلق عليها' قناة مصر الإخبارية' ويتم حاليا تجهيزها حسب أفضل المعايير الدولية ومن هنا تأتي أهمية استعراض قضية تكاليف التشغيل والتي تطرح نفسها بقوة ويكفي أن نقول هنا إن قناة مثل الحرة الأمريكية ينفق علها الكونجرس الامريكي ما يقرب من90 مليون دولار سنويا أو أكثر ومع ذلك لم تستطع بهذه الميزانية أن تحقق نجاحا ملحوظا في منطقة الشرق الاوسط الا ربما في العراق و هو ما يدلل علي أهمية عنصر التمويل. قناة مصر الإخبارية التي نحن بصددها تحتاج الي ما يقرب من500 مليون جنيه سنويا حتي تستطيع أن تنافس في مجال إنتاج الأخبار, ونقل الأحداث العالمية, فبعد الانتهاء من تطويرالاستوديوهات و مدها باحدث تكنولوجيا في العالم, أيضا وفي ظل وجود كوادر هي الأفضل في منطقة الشرق الاوسط يبقي التفكير في جدوي تمويل مصاريف التشغيل لهذه القناة التي تمثل نوعا من التحدي الجديد في مسيرة الإعلام المصري. الكاتب مرسي سعد الدين رئيس هيئة الاستعلامات الأسبق يقول في هذا السياق إن دعم الدولة المباشر لهذه القناة أمر لا مفر منه, والمقصود بالدعم هو توفير الإمكانيات التي يمكن أن تصبح معها هذه القناة ذات صوت عال لمصر في منطقة الشرق الأوسط والعالم, ويمكهنا أيضا أن ترد بقوة علي أية حملات تحريضية أو هجمات إعلامية تتعرض لها مصر في خضم الأحداث التي نعيشها الآن, ومن هنا ينبغي التفكير في مشاركة أطراف أخري في دعم القناة وهو أمر وارد جدا, لكن يبقي الدعم الحكومي بلا شك هو الأساس في تمويل هذا الكيان بما يلزمة من إمكانات مادية تحقق له القدرة علي العمل وهو مايتمثل في قطاع الأعمال العام والخاص بحيث يكون داعما بالإعلان شريطة أن لا يطغي الاعلان علي المادة الخبرية. الدكتور محمود علم الدين أستاذ الاعلام يري أن نجاح قناة إخبارية يتوقف علي ما تمتلكة من إمكانات تكنولوجية وبشرية من مراسلين ومصادر لصناعة الأخبار وتوصيلها في وقت وجيز إلي المشاهد وهوما نراه الآن في أي نموذج إخباري ناجح ما هو إلا ترجمة لملايين الدولارات التي تدفع من أجل نقل أحداث من مكان ما و أو إيجاد متابعة خبرية في مكان آخر, فمسالة تأهيل المراسلين ووحدات صناعة الأخبار تحتاج إلي تمويل ولو فقدت القناة الإخبارية هذا العنصر أوحتي شابه قصور فإن المسألة سوف تظهر علي الشاشة في صورة تراجع مستوي المحتوي الإخبارية, ومن هنا يجب أن تكون قناة مصر الإخبارية بمثابة مشروع كبير يشارك فيه كل قادر علي الدعم حتي تتوافر لها ميزانية تماثل ميزانيات القنوات الإخبارية الناجحة في المنطقة العربية خاصة وأن هناك من أبناء القناة كوادر قادرة علي تحقيق النجاح, فالعنصر المصري مشارك في صناعة نجاح قنوات كثيرة في المنطقة تعمل في مجال الاخبار فليس عندنا أزمة كوادر مثل القنوات الأخري التي تستورد كوادرها ومن جانبه يري الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإعلام أن مشاركة كل قطاعات الدولة في مصر في تمويل هذا المشروع أمر واجب علي أن لا تتدخل الجهات بالتمويل المباشر أو غير المباشر في المحتوي الذي يقدم علي شاشة القناة يجب أن يكون لهذه القناة الاستقلالية التامة في معالجة الموضوعات والأخبار هو ما سوف يحافظ علي نسبة المشاهدة, ونضرب مثالا في ذلك بالجزيرة حيث ترعي البرامج الرئيسية و تدعمها شركات حكومية ضخمة, وهو ما يضمن لها تمويلا يسمح بطرح قضايا حيوية والاستعانة في الوقت نفسه بعناصر تزيد من جودة المنتج الإخباري.