من بين ناسها البسطاء والذين يعيشون تحت خط الفقر في بر المحروسة من شرقها لغربها, ومن شمالها لجنوبها ويمثلون مايقرب من40% من السكان جاء هؤلاء النساء والرجال اغلبهم من كبار السن قاصدين مستشفي الرمد بروض الفرج بحي الساحل بشبرا يحلمون برؤية واضحة وإزالة ضباب عيونهم ويحملون في جيوبهم تلك القرارات الوهمية الشهيرة بقرارات العلاج علي نفقة الدولة.. فمنذ يوليو من العام الماضي وهم يأتون إلي هذا المركز القومي للعيون الشهير بمستشفي الرمد يتكبدون عناء السفر ذهابا وإيابا من محافظاتهم المختلفة حتي يصلوا إلي القاهرة بزحامها ومرورها وتلوث مناخها, والذي قد يكثف الضباب بعيونهم.. هذا الضباب المتجسد في المياه البيضاء والتي تتطلب جهازا معينا لإزالتها بالجراحة.. وعلي طريقة الفرخة عايزة قمحة يحتاج هذا الجهاز وصلة معينة لتشغيله ثمنها ألفان من الجنيهات والمركز القومي للعيون هذا فقير لايملك هذا المبلغ الكبير!.. فتطوع واحد ابن حلال من الاطباء بالمستشفي واقترح عليهم ان كل اربعة من المرضي يشتركون في ثمن شراء هذه الوصلة العجيبة حيث ان الوصلة الواحدة تسع لجراحة4 مرضي علي ان يتم الجراحة لهؤلاء جميعا تباعا بهذا المنوال.. وبالفعل بذل كل منهم مابوسعه لتدبير مبلغ الخمسمائة جنيه قيمة المساهمة في تشغيل الجهاز بتركيب تلك الوصلة.. وبعد أن عاودهم الأمل مرة اخري في الحصول علي رؤية أوضح فوجئوا بظلام دامس يتجسد في هذا التحذير المعلن بالمستشفي والذي يفيد بأن أي طبيب يتقاضي من المرضي فلوسا لأي غرض سيتعرض للمسئولية الجنائية.. وبناء عليه لم يجد هؤلاء المرضي والذي كان يزيد عددهم علي أكثر من35 مريضا ومريضة سبيلا إلا انتظار الحكومة كما قيل لهم في المستشفي فهي التي ستتولي تصليح جهاز المياه البيضاء العطلان برغم انهم يثقون تماما في أن يوم الحكومة بسنة, وذلك علي حد تعبيرهم.. وتعبيرنا أيضا! [email protected]