محمد يوسف المصري- أحمد الحسيني هاشم نظمت دار وعد للنشر والتوزيع ندوة لمناقشة الأعمال القصصية للكاتب محمد بركة الذي قدم قراءات لبعض أعماله من مجموعتي' كوميديا الانسجام', و'3 مخبرين وعاشق'. في البداية أشار الشاعر الجميلي أحمد_ مؤسس الدار_ إلي أن الاحتفاء بكتابة بركة هو احتفاء بالإبداع الحقيقي الذي يحمل طمي النيل وشجن الطفولة وحرارة قصص الحب الهادرة. الناقد والشاعر د. السيد رشاد أوضح أن محمد بركة قاص رفض منذ البداية أن يكتفي بالوقوف علي أبواب التغريب والبهلوانية, بل اختار البحث بعفوية وبراءة عن خصوصية سردية قدم من خلالها عالما إنسانيا رحبا وعنفوان الحياة ففي مجموعته القصصية'3 مخبرين وعاشق' يهتم بتصحيح أوضاع اجتماعية مجحفة تهمل حقوق المرأة والطفل خاصة باعتبارهما الحلقة الأضعف في المنظومة الاجتماعية, كما يوجد رابط مشترك بين جميع قصص المجموعة يتجلي في استخدام حروف العطف كروابط ومفتتحات لعدد من القصص المترابطة مثل: لو كان الله خلقني جنديا قصة' المواعيد', لكن الله خلقني مصورا قصة' المصور' لكنه علي أية حال لم يخلقني مقرئا شابا قصة' المقرئ'. ويضيف رشاد: نجح الكاتب في كسر جمود اللغة من خلال العزف علي قاموس الحياة الشعبية ذات الجرس الموسيقي الساخر وتحطيم العلاقات المنطقية بين المفردات, كما يقول في إحدي قصصه:' عاشق لا يتحول لون عينيه من العسلي إلي الأسود الرمادي_ اللون الخالد للمحتالين كما تؤكد دوما_ إلا حين يقنص نظرة شقية' من تحت لتحت' ولا يتضح التشابه الدقيق بين دقات قلبه وإيقاع خطواته إلا حين' يروح في سابع نومة'. ثم تحدث بركة مؤكدا أن قصصه تقوم علي حق البشر في الحياة والحرية, مؤكدا أنه في الإبداع الحقيقي ليس هناك مسافة بين ما هو ذاتي وبين ما هو موضوعي.