محمد بن همام.. نائب رئيس الاتحاد الدولي رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. من الشخصيات المعروفة بندرة الكلام, وإذا تحدث, فالكلام عنده بمقدار. ويزنه بميزان الذهب ويؤمن بان العمل أفضل وأبقي من مجرد الكلام والاستسلام لكاميرات التصوير.. ورغم قصر مدة زيارته الأخيرة للقاهرة, حرص علي الحديث إلي جماهير الكرة المصرية عبر' الأهرام', لا سيما أن الكثير من مواقفه في الفترة الأخيرة صاحبها الكثير من الجدل, حتي صار قاسما مشتركا مع الكثير من ملفات الكرة المصرية.. في هذا الحوار, حرص' أبو جاسم' كما ينادويه أشقاؤنا في الخليج وفي بلده قطر علي أن يقدم الإجابات التي طال انتظارها: يحمل لك الكثيرون عتابا لأنك لم تساند المرشح المصري في انتخابات الاتحاد العربي لكرة القدم الأخيرة!يشهد علي موقفي المساند للمرشح المصري ما لا يقل عن17 رئيس اتحاد عربي اجتمعت بهم قبل الانتخابات, وقلت بالحرف الواحد إن أي اتحاد عربي لن تقوم له قائمة بدون مصر والسعودية.. فكيف يتهمني أحد بعد ذلك باني لم أقف مع المرشح المصري, أما إذا كان الحديث عن اختيار نائب رئيس الاتحاد العربي, فأحب ان اوضح أن الانتخابات تقام علي مرحلتين, الأولي هي اختيار أعضاء المكتب التنفيذي, وكلنا وقفنا خلالها مع المرشح المصري, أما المرحلة الثانية فتتم وفق اختيار داخلي لاختيار المناصب الرئيسية بخلاف الرئيس, وفي هذه المرحلة لا املك من الأمر شيئا ومتروك لمن نجحوا واختاروا بعد ذلك من يشغل منصب نائب الرئيس. ربما ربط البعض ما جري في الانتخابات وما سبقها من عرقلة لملف المصالحة بين الاتحادين المصري والجزائري لكرة القدم, وهو ما لم يعفيك احد من مسئولية هذه العرقلة أيضا!ليس لي مصلحة في عرقلة أي مصالحة علي مستوي الكرة العربية, بل وغيرها من المستويات, والأمر علي العكس تماما فدعوتي الدائمة هي اننا كرياضيين عرب لا بد ان نتخذ من الرياضة عامل تقارب بيننا لا سببا للفرقة, كما أنني أيضا بكل وضوح أدعو ألا نعلق أسباب الإخفاق الفني علي شماعات أخري قد لا يحتمل الوضع حساسيتها, ونحن كرياضيين عرب علينا مسئولية كبيرة في هذا الصدد, وعلينا تبعا لذلك أن تتصرف بمسئولية لأن التاريخ لن يرحمنا إذا فرط أي منا في هذه المسئولية. ليس خافيا علي احد تضارب المواقف الانتخابية بين الكرويين العرب, وهو ما ألقي بظلاله علي بعض المواقف من هذه المصالحة, ومن بينها موقفكم علي وجه التحديد ؟ علي المستوي الشخصي.. الحمد لله أن وفقني في المساهمة الإيجابية في إذابة الجليد بين الصديقين والأخوين سمير زاهر ومحمد روراوة, واتفقنا علي نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة تمكنا من تحقيق آمال جماهيرنا العربية, واتفقنا أيضا علي اللقاء ثلاثتنا في القاهرة خلال زيارتي الحالية, إلا ان ضيق الوقت حيث لم تستغرق زيارتي سوي36 ساعة حالت دون ذلك, ولست قلقا من عدم إتمام الاجتماع, لأنه مجرد شكلي بعد أن ذاب الجليد بالفعل. ولكن بقي التضارب العربي, وربما عانيت منه شخصيا في انتخابات إعادة انتخابك في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي عن قارة آسيا, حتي كدت تفقد هذا المنصب؟ ربما من غير الملائم الحديث الآن عمن كان معي ومن كان ضدي, فقد أصبح الموقف من الماضي, و يكفي أننا احتكمنا جميعا إلي الديمقراطية التي أسفرت في النهاية علي الاحتفاظ بموقعي الدولي, كما انني طوال عمري لم اعتب علي احد يحاول الحصول علي حقه في الترشح, وهو الحق المكفول للجميع, وليس لي دون الآخرين, فقط كل ما أرجوه فيمن يتصدون لهذه الترشيحات أن يكونوا علي قناعة بالدور الذي من الممكن أن يؤدوه, وليس علي سبيل الدفع من آخرين لخلق مواقف معينة. ألا تعتقد أن كلامكم يحتاج إلي مزيد من التوضيح بدلا من الترميز؟ علي العكس كلامي واضح تماما, لا سيما أنني اتحدث علي العموم, وليس عن موقف بعينه, فقد آن الأوان أن نتكاتف لمصلحتنا جميعا بعيدا عن شخصنة الأمور, التي ستنعكس سلبا علي الجميع, ولن يكسب احد من ورائها, مع ملاخظة أنني اتحدث بلسان عربي, ويهمني الشأن العربي, قدر اهتمامي بمصلحة الكرة الآسيوية التي امثلها كرئيس للاتحاد الآسيوي, وقدر اهتمامي ايضا بمصلحة اللعبة في العالم من خلال موقعي كنائب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. بمناسبة الحديث عن الحلم العربي.. هل تري أن الكرة العربية أصبحت بالفعل علي أعتاب تنظيم كأس العالم ممثلة في الملف القطري؟ من حقنا أن نطمح.. وليس شرطا أن يكون للطامحين سقف في طموحهم طالما يمتلكون الإمكانات التي تؤهلهم لتحقيق هذا الطموح, والاطمئنان الذي اشعر به تجاه الملف القطري في الفوز بتنظيم كأس العالم2022, مرده الأساسي ما لمسته بأنه طموح عربي, وليس قطريا فحسب, وهذا ما رصدته علي سبيل المثال خلال المقابلة الكريمة من معالي وزير الرياضة المصرية المهندس حسن صقر الذي أكد علي عرض مصر بوضع كافة إمكاناتها وخبراتها لمصلحة الملف القطري, وهذه هي الروح التي تشعرني بالاطمئنان, وتؤكد لي ان قطر ليس وحدها في هذه المعركة, بل أصبحت طلبا عربيا عليه إجماع. وهل الملف القطري مطمئن في هذا الصدد من خلال الإمكانات المادية الضخمة التي تم رصدها له؟ الملف القطري يكبر ولا يتراجع, بفضل إيمان القيادات العليا به, وتوفير الإمكانات له, والقيام بكل واجباتها تجاهه بمنتهي العزم, وما نجده أيضا من دعم إخواننا العرب في هذا الشأن. هل استفدنا كعرب من تجربة تنافس اكثر من دولة عربية علي الاستضافة كما حدث مع الملفين المغربي والمصري لبطولة2010, ففازت به جنوب إفريقيا؟ الطموح حق مشروع للجميع, ولكن الأخوان في مصر والمغرب لو اتحدوا خلف ملف واحد لكان من مصلحة الكرة العربية. ألهذا السبب كنت من الناصحين للوفد المصري بالانسحاب ليلة التصويت علي المنظم لبطولة2010؟ نعم.. وبنيت موقفي علي أساس ما رصدته بالنسبة لما أراه من اتجاهات, في الوقت الذي رأيت فيه أن ما يتردد داخل مصر حول الموضوع معاكس لما كان عليه الوضع خارجها, ولذلك فضلت أن أقسو علي نفسي وأصارح الأخوة في الملف المصري, لأنه لا يرضيني ولا يرضي أي عربي أن تخرج النتيجة علي ما خرجت عليه. استيعابا لدروس الماضي.. تري ما هو السبب الرئيسي في حدوث ما حدث للملف المصري؟ بالطبع أعرف السبب بنسبة100%, ولكن أرجو ان تعفني من الخوض في هذا الأمر, فقد كان ماضيا وولي. سبقت آسيا إفريقيا في تطبيق الاحتراف رسميا علي مسابقاتها وأنديتها.. فهل بالفعل كرة العالم الثالث قادرة علي الاحتراف؟دعني أقول بكل صراحة أن الكرة التي نؤديها هي نفسها الكرة التي تؤديها القارة الأوروبية اعرق القارات لعبا لكرة القدم, من حيث المكونات والقوانين التي تحكم اللعبة, والفارق الوحيد هو الإمكانات المرصودة للكرة الأوروبية مقارنة بما هو مرصود في آسيا وإفريقيا, وهو الأمر الذي يجعلنا اكثر عجلة في جعل الأندية كيانات اقتصادية واستثمارية تستطيع الوفاء بالتزامات اللعبة في هذا العصر بما تتكلفه من مصروفات ضخمة, لابد ان يقابلها قدرة علي تحقيق الإيرادات, وفي هذا وضعنا معايير محددة من يري من الأندية في نفسها القدرة علي توفيرها والاستمرار في توفيرها والحفاظ عليها تكون قد دخلت بالفعل عالم الاحتراف, وتنوي الاستمرار فيه. ولكن تلك المعايير بها شئ من التعجيز, ما قد لا يتوافر للكثيرين! ليست تعجيزية, بل ضرورية, ومن الممكن تنفيذها, وتتلخص في تحول النادي للتسجيل وفق القانون التجاري, وليس ضمن المشاريع الاجتماعية والخيرية, وأن يكون لديه مصادر ثابتة لضمان نجاحه واستمرار نجاحه, ويدير هذا النشاط متخصصون متفرغون, وليس المتطوعون الذين يصعب محاسبتهم أو الهواة الذين يستحيل حسابهم, كما ان توافر الملعب للتدريب مسألة مهمة, وليس شرطا أن يكون النادي صاحب هذا الملعب, ولكن يكفي أن يكون مسيطرا عليه من خلال عقد إيجار مثلا. البعض يتمسك بالهواية علي سبيل التمسك بالمعاني الجميلة في التعامل مع كرة القدم! علي العكس تماما, فالاحتراف هو الذي يحقق هذه المعادلة, فكرة القدم يجب أن تعامل كفن راق, مثلها مثل المسرح والسينما, وفي العالم المتقدم يتم التعامل معها علي هذا الأساس, ومن ثم لابد من توفير ما يحقق ذلك للجماهير التي تقبل عليها, وعلي مدرجات ملاعبها, ولابد من ان يعاملوا معاملة كريمة من حيث حفظ حقوقهم فث مقاعدهم والمطاعم التي تقدم لهم وجباتهم, وحتي دورات المياه التي يستخدمونها لتتحقق بالفعل معادلة أن الكرة أصبحت سلعة ترفيهية ومسلية لجماهيرها, وبديهي ألا يمكن توفير ذلك إلا بتطبيق الاحتراف, الذي سيضمن ضخ الإيرادات الخاصة التي يمكن من خلالها توفير هذه الاشتراطات. أخيرا.. هل حقيقة تنوي الترشح لرئاسة الفيفا؟ بالنسبة لانتخابات العام المقبل.. فلا أنوي الترشح خلالها علي الرئاسة. وبالنسبة لما يليها من دورات بدءا من2015 ؟ لكل حادث حديث.