بعد طول انتظار تحقق الحلم وتم إعلاء المصلحة القومية حيث أعطي الرئيس حسني مبارك اشارة البدء في برنامج تشييد منظومة المحطات النووية المصرية وطرح المناقصة الخاصة بإقامة أول محطة نووية بموقع الضبعة والذي جاء بعد اجراء العديد من الأبحاث والدراسات العلمية والتي اشارت الي صلاحية تلك المنطقة لإنشاء المحطة النووية عليها من الناحية الجيولوجية والمناخية والفنية والتي أكدت أن معامل الأمان في اقامة وتشغيل مثل هذه المحطات الحديثة قد ارتفع الي الدرجة التي جعلت من الأخطار أمرا معدوما تماما الأمر الذي أدي الي حسم الرئيس مبارك مكان اقامة المحطة النووية بالضبعة وإيقاف اللغط والاشاعات التي اثيرت حول هذه المنطقة مع تأكيد الرئيس ان المحطات النووية المماثلة والمقامة حاليا بالخارج تقع وسط الأحياء والكتل السكانية. وحيث ان انشاء المحطة الأولي يستغرق حوالي تسع سنوات لكي نستفيد من هذه التكنولوجيا وروافدها الاقتصادية خاصة في تأمين امدادات الطاقة النووية مستقبلا فينبغي توفير القاعدة العلمية والتكنولوجية الملائمة للبدء في البرنامج النووي المصري. ومن هذا المنطلق يبرز دور الجامعات المصرية في اعداد وتنمية عقول مصرية من العلماء والباحثون في هذا الميدان وتوفير البيئة الملائمة لهم علي جميع المستويات العلمية والتنفيذية والاجتماعية علي ان يسير هذا الاتجاه علي التوازي مع بناء تلك المحطات خلال المدة المحددة للانتهاء من تشييدها. ويجب علي الجامعات ان تولي اهتمامها بإنشاء أقسام للهندسة النووية والكيمياء والفيزياء الاشعاعية والنووية واقسام ذات الصلة بالدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية والخاصة بالرواسب المعدنية الذرية والخامات النووية علي مستوي كليات الهندسة والعلوم لتخريج خبرات وإعداد كوادر رفيعة المستوي في مجال الطاقة النووية مع اكتساب مهارات وخبرات في كيفية الاستخدام الأمثل للطاقة النووية في الاغراض السلمية فضلا عن تشجيع وتحفيز العقول المصرية المهاجرة إلي خارج البلاد علي العودة إلي أرض الوطن واستجماع قدراتهم العلمية والفكرية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع, كما ينبغي توفير بعثات خارجية وقنوات اتصال ومهمات علمية بالخارج محددة الجهة بالدول المتقدمة في هذا المجال, وعلي الجانب الاخر فإن الفاعلية المرجوة من هذه الاقسام لا ولن تتحقق الا اذا التحمت بالتدريب المناسب والمتميز علي اعتبار ان التدريب مكون اساسي في تشكيل قدرات ومهارات الكوادر البشرية في مجالات الطاقة النووية, لذا بات من الضروري تأسيس وإعداد وتنفيذ برامج واضحة وأهداف محددة للتدريب مع ربطه بصلب العملية التعليمية ولاسيما ان يكون هذا التدريب بالدول المتقدمة في هذا المجال والتي سيقع عليها الاختيار في انشاء المحطات النووية بمنطقة الضبعة. كما يجب ان تتضافر كل جهود المجتمع الجامعي بهدف انشاء مجلس أعلي للطاقة النووية بكل جامعة يتبع للمجلس الأعلي للجامعات مباشرة ويقوم بالمتابعة والإشراف علي هذه الأقسام وتعظيم الاستفادة منها والمواءمة بين مخرجاتها واكتساب التكنولوجيا النووية الحديثة والعمل علي توظيفها الأمثل نحو تطويع الاستخدامات العلمية والتكنولوجية الحديثة في هذا الميدان. د.حسن علي عتمان المستشار العلمي والتكنولوجي بجامعة المنصورة