عندما يكرم الرئيس حسني مبارك كعاردته السنوية دائما مساء اليوم أوائل الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها وزارة الأوقاف سنويا, وذلك خلال احتفال مصر بليلة القدر, فإنه يرسي بذلك عدة أسس مهمة. فهذا التكريم ليس مجرد احتفال روتيني في مناسبة دينية, ولكنه يوضح مدي التقدير والاهتمام الذي تبديه الدولة للمؤسسات الدينية, وبتقديم الدعم اللازم لكل الرموز الدينية التي تنشر الاسلام الوسطي الذي اشتهر به الأزهر الشريف وكل المؤسسات الإسلامية المصرية في كل أرجاء العالم. وهذه المسابقات بدأت في عهد الرئيس حسني مبارك وفتحت ذراعيها للمتسابقين من مختلف الدول الإسلامية ولذا سنجد ضمن الأوائل فائزين من مصر ونيجيريا وليبيا, الأمر الذي يرسخ مكانة مصر التاريخية في العالم الإسلامي ويزيد من أواصر المحبة والتآخي بين الدول الإسلامية.وعندما تهتم مصر بتوفير كل سبل الدعم للأزهر الشريف, وتحديث وتطوير جامعة الأزهر التي تضم دارسين من مختلف دول العالم, ورعاية المعاهد الأزهرية, ودعم الدور الدعوي لوزارة الأوقاف, والاهتمام بعمارة المساجد وتوفير الأئمة اللازمين لها, فإنها بذلك تقدم خدمة جليلة للإسلام والمسلمين. فهذه الرعاية من الدولة تقوي الإسلام الوسطي وتبرز صورته الحقيقية للعالم, في مواجهة التطرف والتشدد والمغالاة التي تتبناها بعض الجماعات التي أساءت للإسلام حتي أصبح لدي بعض الدول الغربية مرادفا للإرهاب.إننا مطالبون جميعا بالدفاع عن إسلامنا وديننا الحنيف وتوضيح حقيقته النورانية للعالم, حتي لا يسئ إليه الجهلاء والذين لم يرون منه إلا بعض المتطرفين الذين لا يعبرون عنه. وواجب مؤسساتنا الدينية ونحن نحتفل بليلة القدر التي نلتمسها طوال العشر الآواخر من رمضان ان تنشط لزيادة الوعي الإسلامي الصحيح بين الجماهير, ليتسلح به كل مواطن في مواجهة أي فكر متشدد أو سلوك يميل الي العنف. فالإسلام دين سلام ومحبة, وإذا نجحنا في توضيح صورته الحقيقية للغرب, فستختفي صورة الإسلاموفوبيا وسيعرف الجميع أنه أمام دين لا يبغي سوي الهداية لجميع العالمين, وإعمار الأرض ليستفيد الجميع من خيراتها. وهذه هي الرسالة التي توجهها مصر الي العالم في ليلة القدر...