برغم عراقة صناعة الأثاث في مصر وقدرتها علي الوفاء باحتياجاتنا المحلية فإن هذه الصناعة يمكن أن تكون قاطرة لجذب العديد من منتجات الأخشاب لفتح أسواق جديدة للتصدير. ودفع هذا كثيرا من الخبراء الذين زاروامعرض توياب للأخشاب باسطنبول التركية للمطالبة بتهيئة الظروف الملائمة لإزدهار هذه الصناعة وفتح أبواب التصدير لها خاصة أنها صناعة قادرة علي استيعاب جانب كبير من الأيدي العاملة. ويري فاروق شلش مدير عام غرفة الصناعات الهندسية أن منتجاتنا الوطنية في مجال صناعة الأثاث قادرة علي غزو الأسواق العالمية ولايزال الصانع المصري قادرا علي تطوير التراث الذي يحمله منذ مئات السنين من فنون ومهارات حرفية وزخرفية في صناعة الأثاث, ولكن هذه الصناعة تتطلب رفع قدرتها علي المنافسة من خلال الإستعانة بالتقنية المتطورة والتصميمات الحديثة. وحول إمكانية نقل هذه التقنيات عبر المعارض تقول فيردا تونكر الأمين العام لهيئة المعارض التركية( توياب) التي نظمت معرض الأخشاب باسطنبول( انترموب) إ رفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية من الأثاث تؤهلها لدخول الأسواق الأوروبية عن طريق تركيا. كما تستطيع المنتجات التركية الدخول للأسواق الافريقية عن طريق مصر. لذلك فإن مشاركة المصريين في مثل تلك الملتقيات تكتسب أهمية بالغة حيث يلتقي المنتجون المحليون والدوليون تحت سقف واحد خاصة أن معرض اسطنبول يقدم تطبيقات لنماذج من المصانع يتم بناؤها بالكامل داخل المعرض وهي تجربة فريدة لا تتكرر في أية ملتقيات أخري. ويستطيع الزائر أن يشاهد عمليات التصنيع بالكامل والتعرف علي أحدث خطوط الانتاج وتتابع أعمال التصنيع بترتيب مراحلها. وبالرغم من تداعيات الأزمة العالمية علي صناعة الأخشاب في مصر من ناحية انخفاض حجم الاستثمارات بصفة عامة فإن المهندس نجيب الكاتب عضو الوفد المصري المشارك في المعرض وأحد خبراء هذه الصناعة يطرح فكرة مؤداها أن يكون لمصر مشروع قومي لصناعة الأثاث لأن فرص مصر في التصدير أفضل لقلة التكلفة.. والمشروع يعتمد علي ضرورة قيام مصر بتصنيع مادة ال( إم دي إف) وتعني الألياف المضغوطة متوسطة الكثافة التي تدخل في صناعة الأثاث وهي تختلف عن الخشب الحبيبي وبالرغم من أن مصر لديها خامات عديدة لصناعة هذه المادة مثل مصاصة القصب فإن المستوردين اتجهوا لاستيرادها من الصين لمحاربة الانتاج الحالي من ال( ام دي إف) الناتجة عن مصاصة القصب.