صرح السفير سليمان عواد المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية بأن لقاء الرئيسين مبارك وأوباما قد استغرق مدة ساعة قبل أن ينضم إليهما أعضاء الوفد المصري ومسئولون أمريكيون. وقال عواد أن الرئيسين مبارك وأوباما قد أظهرا رغبة كبيرة في العمل معا من اجل إنجاح المفاوضات رغم كل علامات الاستفهام التي تلاحق المفاوضات المرتقبة. وقال أن الحديث عن السلام بين الجانبين اليوم لا يتعلق بمسألة التشاؤم والتفاؤل ولكن عن ضرورة إيجاذ قوة دفع لإطلاق المفاوضات. وأوضح ان الرئيسين أكدا أن الأكثر أهمية هو ضمان الإلتزام بالتعهدات من مختلف الأطراف بما فيها الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي أكبر مانح للسلطة الفلسطينية- والاتحاد الروسي والدول الإقليمية صاحبة المصلحة في السلام. وقال عواد انه بدون هذه الإلتزامات فإن الأمور سوف تخرج عن السيطرة. وقال عواد- في مؤتمر صحفي- إن الرئيس حسني مبارك لم يتحدث في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز امس عن مشروطية لوقف الإستيطان ولكنه تحدث عن وجود إجماع دولي حقيقي, بما في ذلك الولاياتالمتحدة, يرفض الاستيطان ويراه معوقا لعملية السلام. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن المسئولين الذي إلتقوا بالرئيس مبارك اليوم أكدوا له أن إسرائيل يجب أن تتحمل إلتزاماتها في إطار عملية إطلاق المفاوضات وأننا نأمل في أن يمضي نيتانياهو في عملية السلام وهذا الأمر سوف يعتمد علي وجود إرادة سياسية لدي رئيس الحكومة الإسرائيلية. وأكد أن الرؤية المصرية تقوم علي أن هذه العملية سوف تفتح المسارات المتعددة في مختلف الإتجاهات بما فيها المساران السوري واللبناني وهو ما تريد مصر أن تراه يتحقق في المنطقة. وأوضح السفير عواد أن الرئيسين مبارك وأوباما قد أطلعا بعضهما البعض علي الوضع الراهن وما يجب فعله فضلا عن محصلة إجتماعاتهما مع الزعماء الآخرين وضرورة التحرك معا لضمان إنطلاق عملية التفاوض ووصولها إلي نتيجة إيجابية. وقال إن رسالة مبارك في المكتب البيضاوي تمثلت في أنه لم يسبق له المشاركة في عملية أنابوليس قبل عدة أعوام نتيجة أنه لم يكن مقتنعا بجدوي تلك المحادثات ولكنه اليوم ياتي للمشاركة عن قناعة لشعوره بالثقة في الالتزام الأمريكي بتحقيق تقدم. وقال أن مبارك أكد أن ما تريده مصر هو اشتراك واشنطن بقوة مع الطرفين من أجل تضييق هوة الخلافات وهو ما سبق أن قامت به في محادثات طابا في حضور الرئيس بيل كلينتون وياسر عرفات وإيهود باراك وبتدخل من مبارك وكلينتون. وصرح السفير بأن اللقاء بين مبارك ونيتانياهو قد جاء وديا في ظل المعرفة الطويلة بين الإثنين منذ فترة حكم نتانياهو الأولي في التسعينيات. وقال إن نتانياهو علي درية كاملة أنه أمام منعطف خطير وقد حذره الرئيس من ترك هذه الفرصة دون اقتناصها وأنه لو وقع الفشل فسوف يؤدي ذلك إلي تفشي العنف ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في مناطق عديدة. وأوضح عواد أن نتانياهو أظهر للرئيس مبارك رغبته في الوصول إلي إتفاق سلام وأننا نأمل في أن تسهم قيادة نيتانياهو في إقناع أطراف الائتلاف الحاكم في إسرائيل في تغيير موقفها من الاستيطان وأن تعي تلك الأطراف أن ذلك في مصلحة إسرائيل نفسها. ولو حدث ذلك فإن كل القوي المعتدلة في العالم العربي سوف تقف وراء السلام مشيرا إلي أن هناك جماعات ليس لها مصلحة في تحقيق السلام مثل الجماعات الفلسطينية في دمشق التي تتلقي أموالا من إيران. وقال إن المثال علي ذلك تصريح لواحد من قيادات جماس وصف ذهاب عباس للتفاوض في واشنطن بالخيانة! وحول لقاء الرئيس بمبارك بمحمود عباس, قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن مصر تشجع الرئيس أبو مازن بقوة من أجل أن يعمل من اليوم وحتي موعد إنتهاء قرار وقف بناء المستوطنات عن قرب مع نيتانياهو وأن يشارك في كل الإجتماعات المقبلة برفقته وأنه بعد26 سبتمبر فأنه سيكون هناك كلام آخر. وقال أن مصر ترحب وتشجع عقد مزيد من المحادثات في أراضيها. وقال إن عدم تجديد قرار وقف الاستيطان سيكون إختبارا لنيتانياهو. واوضح السفير عواد أنه لو إنسحب أبو مازن من التفاوض عند عدم تمديد وقف الاستيطان فإن كل الأطراف العربية سوف تتفهم موقفه بما فيهم المصريون. وقال أن الرئيس مبارك ومصر يؤكدان دائما أن التحرك نحو السلام هو مصلحة للجميع في المنطقة وفي صالح الأمن القومي المصري.