يكتسب الاجتماع الذي عقد أمس بين وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال ووزير التربية والتعليم الجديد الدكتور أحمد زكي بدر أهمية خاصة, نظرا لضرورة التنسيق المستمر بين الوزارتين من أجل تطوير المنظومة التعليمية بصفة عامة. ففي فترة من الفترات كان عدم التنسيق يؤدي الي مشكلات عديدة, خاصة فيما يتعلق بأعداد الناجحين في الثانوية العامة فبعض المعنيين بالتعليم العالي كان يري أن وزارة التربية والتعليم تعمل من أجل السماح بنجاح أكبر عدد ممكن من طلاب الثانوية العامة وبدرجات خيالية بغض النظر عن مستواهم الحقيقي لتكسب رضاء الرأي العام وتصدر المشكلة الي وزارة التعليم العالي التي لاتملك سوي محاولة استيعاب هؤلاء في الجامعات والمعاهد عبر مكتب التنسيق. ولذلك من الطبيعي أن يكون نظام الثانوية العامة الجديد هو أحد المحاور المهمة في العمل المشترك بين الوزيرين, فهذا النظام يرتبط ارتباطا مباشرا بتطوير نظم القبول بالجامعات, والمرحلة الثانوية هي قمة الهرم التعليمي في مرحلة التعليم ماقبل الجامعي, وهي في الوقت نفسه المدخل للتعليم الجامعي, ولذلك ترتبط ارتباطا وثيقا بوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي معا. كما اننا بحاجة الي استراتيجية واضحة وثابتة لفترة طويلة يشترك في وضعها خبراء الوزارتين لتطوير منظومة التعليم في مصر بشكل عام مع ربطها باحتياجات سوق العمل, ورفع المستوي العلمي للطلاب وإكسابهم الخبرات التي يحتاجونها في حياتهم العملية. إن هذا الاجتماع المشترك هو بداية صحيحة لإصلاح التعليم, والمهم أن نري في الفترة المقبلة ثمار التعاون والتنسيق المشترك بين الوزارتين, وأن نلحظ ذلك في مراحل التعليم المختلفة فالتعليم هو المدخل الحقيقي لنهضة أي أمة.