تكثف أجهزة الأمن جهودها لكشف غموض سرقة لوحة زهرة الخشخاش في محاولات مضنية للقبض علي الجناة واستعادة اللوحة النادرة قبل التصرف فيها وإتلافها بعد قطعها بآلة حادة من داخل إطارها الخارجي. ولذلك ألقت أجهزة الأمن القبض علي ثلاثة من أفراد الأمن بالمتحف, تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبطهم لمسئوليتهم عن سرقة اللوحة من داخل المتحف إلا أن المتهمين نفوا في التحقيقات مسئوليتهم, مؤكدين أن التأمين الخاص بهم يقتصر علي تأمين المتحف من الداخل فقط حيث تم إرسالهم إلي نيابة الدقي لاستكمال التحقيقات معهم. وعلي جانب آخر واصل فريق البحث الجنائي الذي يشرف عليه اللواء عدلي فايد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وقاده اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميدان جمعة توفيق وكيل مباحث الجيزة ومحمود خليل مفتش المباحث جهودهم لسرعة التوصل إلي مرتكب الحادث حيث تم ضبط25 شخصا من محترفي سرقة المتاحف والذين سبق اتهامهم في سرقة بعض مقتنيات المتاحف بنفس الأسلوب من خلال مأموريات أمر بها اللواء محسن حفظي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة لضبطهم جميعا وقامت الأجهزة الأمنية بمضاهاة البصمات الخاصة بهم بالبصمات التي عثر عليها علي الإطار الخاص باللوحة وتم إرساله إلي مصلحة الأدلة الجنائية للتوصل من خلاله إلي الجاني, كما كشفت عمليات البحث أن اللص الذي سرق اللوحة عام87 وهو حسن العسال وشريكاه قد توفوا منذ سنوات بعد خروجهم من السجن, كما يواصل فريق من الأمن العام يشرف عليه اللواء سيد شفيق مساعد مدير الأمن العام للمنطقة المركزية ويقوده العميد محمود السبيلي مفتش الأمن العام والمقدم محمد فوزي رئيس مباحث الدقي جهودهم حيث تم استجواب35 شخصا من العاملين بالمتحف ليرتفع عدد الذين شملهم التحقيق إلي235 شخصا وعلي الرغم من أن وزير الثقافة فاروق حسني قد قرر إيقاف العاملين بالمتحف وإغلاقه تماما منذ أمس الأول إلا أن جميع العاملين يحضرون إلي مقر المتحف وذلك لاستكمال التحقيقات التي تجريها الشرطة معهم. وهناك بعض العاملين الذين أخلت النيابة سبيلهم إلا أن أجهزة الأمن تواصل التحقيقات معهم ومناقشتهم لحين الوصول إلي الحقيقة. وفي الوقت نفسه كثفت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة والأمن المركزي حراستها حول المتحف ظهر أمس بعد أن أعلن بعض المثقفين من أنصار محسن شعلان ومسئولي الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بأنهم سوف ينظمون وقفة احتجاجية أمام المتحف احتجاجا علي حبس محسن شعلان لأنه يمثل بالنسبة لهم رمزا من رموز الثقافة. ومن ناحية أخري, أمرت نيابة شمال الجيزة الكلية بحبس فرد أمن من طاقم حراسة متحف محمود خليل بالدقي أربعة أيام علي ذمة التحقيقات في حادث سرقة زهرة الخشخاش, كما أمرت النيابة بإخلاء سبيل أمين عهدة المتحف بعد أن وجهت لهما النيابة بإشراف المستشار هشام الدرندلي المحامي العام الأول تهمة الإهمال وأمرت النيابة باستعجال تقرير مصلحة الأدلة الجنائية برفع البصمات الموجودة علي البرواز الخشبي للوحة المسروقة لمضاهاتها ببصمات جميع الموظفين والعاملين وأفراد الأمن بالمتحف. وأكد عمر عبد الصبور حسين فرد أمن بالمتحف بأن عملية التأمين بشكل يومي للمتحف وفي يوم اكتشاف حادث سرقة اللوحة زهرة الخشخاش زار المتحف4 سياح أسبان وإيطاليان و2 من السياح الروس وقام بتفتيشهم ولم يجد معهم سوي مأكولات ومشروبات وأكد أنه من المتبع تفتيش زوار المتحف في حالة دخولهم وليس في حالة خروجهم إلا إذا كان هناك أي حالة من حالات الاشتباه فقط وليس لديه تعليمات بأكثر من ذلك وأنه ينفذ التعليمات الموكلة إليه كما تصدر له. كما استمع محمود الحفناوي رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية إلي أقوال محمد متولي أمين عهدة المتحف الذي أكد أنه مسئول عن العهدة من اللوحات إلا أنه كان في إجازة يوم حادث السرقة ولا يعلم شيئا عن الحادث ولكن ما يجري العمل به يوميا بالمتحف أن تقوم أمينة المتحف وتدعي شيرين بإتمام الجرد اليومي للوحات الموجودة بالمتحف وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بضمان محل إقامته مع استمرار التحقيقات في الواقعة وإعادة استجواب بعض من سبق سؤالهم في التحقيقات لاستيضاح بعض النقاط في التحقيق.