تشير الإحصائيات العالمية والمحلية إلي إصابة15% من السيدات حول العالم بنوبات الصداع النصفي, وذلك مقارنة ب5% من الرجال فقط وعادة ما تتركز الإصابة بالمرضي في العقد الثاني والثالث والرابع من العمر, وهي الفئة الأكثر إنتاجا, وفي محاولة لكشف العلاقة بين نوبات الصداع النصفي واضطرابات النوم, أظهرت دراسة مصرية أجريت علي أكثر من50 مريضا, أجراها فريق بحثي بقسم المخ والأعصاب بطب الأزهر, أن هؤلاء المرضي يعانون من قلة النوم في الليلة التي تسبق حدوث نوبات الصداع, بل ويزداد لديهم نوبات الاستيقاظ أثناء الليل, كما اتفقت الدراسة مع المعايير العالمية في أن الصداع النصفي أكثر شيوعا بالسيدات اللاتي يتمتعن بقدر وفير من التفكير والعقلانية.. وقد عرضت هذه النتائج أمام مناقشات المؤتمر الدولي لجمعية الأعصاب الأوروبية في برلين . وكشفت الدراسة أن المرضي يخلدون للنوم عقب نوبات الصداع النصفي, وهو نفس حال مرضي الصرع, كما يقول الدكتور مجدي دهب أستاذ المخ والأعصاب بطب الأزهر, بما يشير إلي أن الصداع النصفي والصرع قد يكونا نتيجة مسبب واحد وهو اضطراب كهربائية الدماغ, شارك بالدراسة التي أجريت بمعمل النوم بطب الأزهر الدكتور محمود عبدالمعطي أستاذ مساعد المخ والأعصاب, وأحمد عصمت مدرس مساعد المخ والأعصاب بطب الأزهر, حيث اختبرت تغييرات مراحل النوم المتعددة برسم المخ, وكمية الأكسجين بالدم وتغييرات القلب والنبض وكفاءته من خلال موصلات فوق الصدر, وتم قياس تغييرات وضع الجسم وتقلباته بموصلات بالصدر والبطن والساقين, وقياس أصوات الشخير. كما توجد علاقة بين الصداع النصفي والهرمونات الأنثوية, وتزداد نوبات الصداع النصفي قبل الطمث, وقد تختفي عند بلوغ المرأة سن اليأس, كذلك يرتبط الصداع النصفي بالأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم تشغيل العقل والتفكير أكثر من الأعمال اليدوية, ويعد الأشخاص الأكثر ذكاءا عرضة للصداع النصفي, مع وجود عوامل خارجية كتناول الجبن والمكسرات والشيكولاتة والآيس كريم. وربطت الدراسة بين قصر فترات النوم ومعدل تكرار نوبات الصداع النصفي فوجد أن أفضل نوم هو الحصول علي فترات وفيرة بين6 إلي8 ساعات يوميا وصولا للإشباع, كما أوصت بتحسين نوم المرضي لتجنب تكرار الصداع وحدته, وتجنب الملوثات السمعية كالضوضاء, والأغذية المسببة لانقباض الأوعية الدموية والمثيرة للمخ.