في انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة كنت من المعسكر الذي وقف ضد إعادة ترشيح مكرم محمد أحمد نقيبا للصحفيين مرة ثانية, وكنا نثق في النصر, لكن الصحفي العتيد فاجأنا بالفوز في جولة الإعادة. إنه مكرم محمد أحمد الذي لا يقبل الهزيمة, واذا تحمس لشيء فإنه يدفع حياته ثمنا له, حماسه جعلته أمام محاكمة عسكرية في اليمن, ومحاولتين للفصل من الصحافة بأمر السادات, ومحاولة اغتيال فاشلة. وقد نجا من كل ذلك وبقي إحدي علامات الصحافة المصرية, يقف قريبا من النظام, علي مسافة تسمح له بالحركة, وقول ما يعتقد أنه صواب.. لم يصنعه المنصب, ولم يعزل نفسه في أبراج عاجية ولم يخجل من شيء فعله, ومازال يحقق ويحاور ويكتب. مكرم محمد أحمد, حامل أختام النزاهة في حوار بلا خطوط حمراء عن مصر والصحافة والمستقبل.. كيف تنظر الي المستقبل السياسي لمصر؟ أتصور أن مصر سوف تجد طريقة لصنع مستقبلها وإصلاح أحوالها, ولن تصطدم بحائط سد أبدا, وهذا الكلام اجتماعي وليس شعرا ولا خيالا, لأن خبرة مصر قوية, فالمصريون وحدهم دون العالم العربي هم الذين فتشوا في أنفسهم بعد هزيمة67 ليعرفوا عيوبهم, وأعتقد أن مصر مرت بفترة مهمة أعادت النظر في كل أوضاعها الداخلية حتي حدث نصر اكتوبر73 الذي يكاد يكون الرد الطبيعي علي ما حدث. لماذا لم تتطور مصر تطورا يناسب انتصارها في1973 ؟ لأن في الجيش يسهل تحريك المجموعات والثواب والعقاب واضح, إنما في المجتمع المدني لا تتوافر مثل هذه الظروف, لو أضفت الي ذلك غياب الحركة الحزبية السلمية وضعف الديمقراطية, ونمو فئات هامشية كثيرة استطاعت أن تستفيد من ظروف هذا المجتمع وتعيش عالة عليه خاصة بعد فترة الانغلاق الطويلة التي كانت سابقة علي ذلك, إضافة الي التباطؤ في اصلاح الخلل, وتركه حتي يكبر ويتضخم حجمه. لماذا ظهر الطفيليون أيام السادات ولم يظهروا أيام عبدالناصر؟ لأن أيام عبدالناصر لم تكن هناك فرصة لظهورهم, وأيضا الخوف, فعبد الناصر كان يأخذ نفسه بالشدة مثلما يأخذ جميع أفراد مجتمعه بنفس الشدة, ومع ذلك كان هناك فساد أيام عبدالناصر لكنه كان محدودا حيث لم يكن من الممكن أن تسمع عن شخص كون ثروة بالملايين في عدد قليل من الشهور أو السنوات مما ادي الي انفجار الرأسمالية الجديدة في ظل غياب الرقابة الحقيقية, كما أن البيروقراطية التي كانت في خدمة الثورة أصبحت في خدمة الرأسمالية الجديدة, لأنها تخدم من يركب. لماذا تتحول الديمقراطية عندنا الي ديمقراطية لرجال الأعمال؟ لأن مجتمعنا يضع أولويات أمن نظامه فوق جميع الاعتبارات, وبالتالي تكون خططه بطيئة وأكثر حذرا ومع ذلك فإن حجم الحرية والحراك السياسي لا يوجدان في أي بلد عربي. هل هي حرية تنفيث فقط.. بمعني قل ما تشاء والنظام يفعل ما يشاء؟ السؤال هو هل هناك أدوات لاستثمار هذا المناخ أم لا.. فإذا لم تكن هناك أدوات فسوف نظل نجعجع في الفراغ بلا جدوي. لماذا عندما تظهر شخصيات تطالب بالتغيير في المجتمع يبدأ الهجوم عليها من كل جانب؟ لأن هناك سدنة ومنافقين, ومن يتقدم للعمل العام عليه أن يقدم قدرا من التضحية. كيف تري ظهور البرادعي ونظرة المجتمع إليه؟ البرادعي رجل محترم, ولاشك أنه ليس عميلا لأحد لكن مشكلته انه كان عليه أن ينشئ حزبا ويبدأ من البداية, فهو أخطأ الطريق الي هدفه, اضافة الي التفاف مجموعات سياسية مختلفة الأهداف مثل كفاية وغيرها تصورت أنه سيكون وسيلتها لتحقيق أهدافها علي ما بينها من اختلاف. إذا كان البرادعي لديه أخطاء فلماذا الهجوم الشديد عليه؟ كتبة النظام استقبلوا البرادعي استقبالا سيئا زاد من عناده, وجعله علي خط المواجهة مجبرا, هذا قاله لي البرادعي, المشكلة أن أبواق النظام ليست سليمة. ماذا تتوقع للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ أعتقد أن الرئيس مبارك سوف ينزل الانتخابات وأظن أن هذا هو الحل الأمثل للجميع, لأنه علي الأقل سيكون صمام أمان في فترة انتقالية صعبة يتطور فيها المجتمع بشكل كبير نحو الديمقراطية, واذا أراد جمال مبارك أن يكون رئيسا فيجب أن يكون ذلك في انتخابات نزيهة علي رءوس الأشهاد, لأنه لا يملك شرعية والده, فالرئيس مبارك يملك شرعية أكتوبر وشرعية امتداد23 يوليو, أما جمال فيحتاج لديمقراطية حقيقية تسمح بترشيح من يريد, أما غير ذلك فلا أظن أن ينجح مشروع التوريث. كيف تري رؤساء مصر: عبدالناصر والسادات ومبارك؟ عبدالناصر أوجد وعيا جديدا بضرورة العدل الاجتماعي, ومن المؤكد أنه أسهم في جعل مصر جزءا من عالمنا العربي, وأنه أدرك قيمة الكرامة الوطنية للمواطن التي أحيانا تسبق في أهميتها رغيف الخبز, وعيبه كان في الديكتاتورية, أما السادات فلم أكن من محبيه وأظن أنني لم أناصره كثيرا وهو حي, لكنني عندما أنظر الي حجم الجدل الذي رأيته وسيناء تحت الاحتلال, وأجد أن سيناء عادت لمصر, وأننا لو تعلقنا بالشتات العربي ما عادت إلينا سيناء أبدا, ولذلك أقول إن السادات في حاجة الي رد اعتبار من جميع المصريين لأن عودة سيناء لمصر هي التي جعلتنا نتنفس بعض الحرية الآن, وهي التي مكنتنا من انتقاد مبارك, وأقول رأيي في الحكم أيا ما كان, كما أننا كمصريين كنا مصابين بعقدة نفسية واكتئاب بسبب احتلال سيناء وفضيلة السادات أنه أزال عن صدري أن تظل سيناء, تحت الاحتلال, هذا برغم أنني لم أكن متحمسا له, وللعلم أنا كنت أول صحفي قال له السادات خطته لزيارة القدس, لكن عيب السادات أنه ركز كثيرا, علي الولاياتالمتحدة, وقال إن99% من أوراق اللعبة في أيديهم مما هز وضع مصر السياسي, أما الرئيس مبارك فجعل الفرعون يمشي في الشارع, فمبارك جعل الناس يحسون أنه منهم, واعتقد أن الرئيس مبارك فرصة كبيرة جدا, كي تنشأ الدولة المدنية الحقيقية لكن مشكلة الرئيس مبارك أنه كان عليه أن يحارب في جهات عديدة كالتحول الاقتصادي الذي يحتاج من يعيد إليه توازنه, كما كان عليه أن ينقل مصر من نظام شمولي الي بدايات ديمقراطية حقيقية, كل هذه المصاعب جعلته أكثر حذرا. كيف عرض عليك السادات تفاصيل خطة زيارته للقدس؟ السادات كان معتادا علي الاتصال بديسك الأهرام يسأل عن المانشتات خاصة حينما يلقي خطابا مهما, وكان ألقي خطابا قال فيه إنني علي استعداد لأن أذهب الي أي مكان لأحقن دماء أبنائي, وأنا أدركت أن السادات يريد الذهاب الي القدس فوضعت مانشتات بهذا الشكل وعرضتها علي علي حمدي الجمال وصدرت الأهرام الوحيدة بعنوان نية السادات الذهاب للقدس واذ بالسادات يتصل بالديسك ويقول أخبارك ايه يامكرم.. أنت اللي عملت مانشتات النهارده.. برافو يا أبني.. فقلت سيادة الرئيس انت حقيقي سوف تذهب الي القدس.. قال آه سوف أروح.. وحكي لي برنامجه.. ثم اتصل الرئيس مرة أخري يطلب مني عدم نشر تصريحاته لي لأنه سوف يذهب الي الأسد في الغد. كيف تري الوضع الصحفي الآن؟ هناك من يظن أن مقالته سوف تحرك الجماهير في الشارع, مع أنها بلا قيمة, ولا توجد مقالة تحرك الجماهير, والناس اذا تحركت يكون بعد قراءات عديدة وتراكم وعي يصبح فكرة يؤمنون بها فيتحركون من أجلها, لكنني أندهش لأن بعض الصحفيين حزاني لأن الناس لم تخرج الي الشارع بسبب مقالاتهم. الفرق بين الصحافة الآن والصحافة خلال فترة الستينيات والسبعينيات؟ هناك اختلافات عميقة تتعلق بالشكل والمضمون وتتعلق أيضا بالظروف السياسية التي أحاطت بها فمثلا الآن توجد جميع أنواع الملكية, صحافة أحزاب التي تصدر بمجرد اخطار المجلس الأعلي للصحافة, بأن الحزب سوف يصدر صحيفة, واذا لم يرد المجلس خلال شهر فإن الحزب يصدر جريدته, وهناك أيضا صحافة خاصة التي تمتلكها شركات المساهمة, والصحافة القومية التي يملكها مجلس الشوري, وهذا يعني أن هناك قدرا كبيرا من التنوع الفكري, فأيام صحافة مجلس الشوري كانت الدولة تسيطر عليها سيطرة كاملة, ليس بها فرص إدارة الحوار بين الحاكم والمحكومين, صحافة حشد, طريق واحد من أعلي الي أسفل, لا يرتبط به طريق آخر من أسفل الي أعلي, تقوم علي التلقين, وكان يمكن في ظل هذا أن تنشأ فكرة الصحفي الأوحد لأن كل الصحف تتكلم لغة واحدة, وكانت الصفحات الأولي للصحف الثلاث( الأهرام والأخبار والجمهورية) تكاد تتطابق, ولم يكن هناك مجال للتنوع باستثناء فترات معينة لظروف خاصة. بمعني؟ بعد67 سمح عبدالناصر بقدر من الحرية ليسمح للبخار المكتوم أن يتسرب من المجتمع, وهذا ما حدث أيضا في المسرح, وفي هذه الفترة كتب محمد حسنين هيكل سلسلة مقالاته الشهيرة حول زوار الفجر, وطلب الي جمال العطيفي أن يكتب مقالات حول ضرورة تقويم الثورة, وكانت هذه أول مرة تخرج فيها الصحافة القومية عن الخط, وكان الذي فعل ذلك هو الأهرام, من خلال هيكل وتفرد وضعه وعلاقته بالرئيس عبدالناصر, الآن توجد جميع صور الملكية, وحجم الحرية المتاحة أستطيع أن أؤكد أنه أكبر من الحرية التي كانت في الفترة الليبرالية الأولي. هل معني ذلك أننا نعيش فترة تشبه الفترة الليبرالية قبل الثورة؟ سقف الحرية لم يصل علي الاطلاق الي ما وصل إليه الآن, وهذا يعود لسببين: الأول أن حجم توزيع الصحف في الماضي كان محدودا, بينما الآن الكلمة المكتوبة تتداولها الملايين وهي تصل يوميا الي مليون قارئ في المتوسط ثم ان الصحافة نقلت الحرية الي الفضائيات, ولم تعد هناك مقدسات, بينما في الخمسينيات تعرض الأهرام بالنقد لسياسات كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة التي تتعلق بالتعليم, فالأهرام ولم يكن مسموحا لأية صحيفة أن تتكلم في سياسة الدولة, بينما الآن ينتقد الرئيس مبارك ورئيس مجلس الوزراء ولا توجد أشياء مقدسة, وكل من له رأي يقوله بالطريقة التي يريدها, فهناك الأذكياء الذين يقولون كلامهم بطريقة ذكية, وهناك من يدعون الشجاعة فيحاربون بسيوف من خشب, كل ذلك موجود علي الساحة الصحفية, وهو ما يعني أن الصحافة حققت كثيرا من التقدم, وتعزيزا لحق إصدار الصحف. هل الصحف هي التي انتزعت حريتها أم أنها جاءت من النظام؟ بالتأكيد ناضل الصحفيون كثيرا من أجل حرية الكلمة, وهناك أجيال من الصحفيين فصلوا من أعمالهم وبعضهم ذهب ليعمل في مجالات القطاع العام بأمر الرئيس السادات أو من عبدالناصر, وأنا نفسي فصلت مرتين, بينما ذهب60 صحفيا للعمل في عمر أفندي, لكن الأمر الذي لاشك فيه أيضا أن المناخ العالمي لم يعد يقبل الصوت الواحد, فلايمكن أن تعيش في جزيرة منعزلة, فمصر بموقعها الجغرافي ووضعها التاريخي لايمكن إلا أن تكون جزءا من عالمها المفتوح, لأنها سرة العالم. ما الذي يعوق تطور المجتمع بنفس درجة التطور التي حدثت في الصحافة؟ حدث تطور في المجتمع المصري برغم أننا لم نصل بعد الي الديمقراطية المكتملة, وهناك قيود علي الحركة الحزبية, وهذا يعود الي أن خطوتنا حذرة أكثر مما ينبغي علي هذا الطريق. ما سبب هذا الحذر الزائد الذي يعوق المجتمع؟ عبء الاقتصاد الضخم الذي يقع علي البلد, في ضوء ضعف الامكانات, وبيروقراطية شديدة الوطأة وقليلة الانتاج, إضافة الي حكم شمولي استمر60 سنة ومازال يتداخل مع حكم يحاول أن يعبر لمرحلة انتقالية من الحرية, لكن للأسف الأحزاب التي تقوم علي اكتافها حركة الحرية أحزاب ضعيفة. هل الأحزاب ضعيفة, أم أن هناك قيودا تعوق حركتها نحو المشاركة السياسية؟ جزء يعود لأسباب ذاتية وجزء يعود للقيود المفروضة عليها, لايمكن أن أعفي حزب الوفد من المسئولية عندما تحالف في مرحلة مع الاخوان المسلمين مما أفرغه من كثير من المثقفين, فالحركة السياسية للأحزاب لم تكن نشيطة بما يكفي والا ما خرجت بعض الحركات السياسية الناشطة الي الشارع بعيدا عن الأحزاب, فلو لدينا أحزاب قوية يمكن أن تشكل بنية صحيحة لجمهورية برلمانية وبالتالي يصبح أكثر قربا من الديمقراطية المكتملة ولكن هذا له مصاعبه لأنه اذا لم تكن لديك أحزاب قوية فيمكن أن تعلق البلد فترات طويلة في شبه شلل لعدم حصول أي من الأحزاب أو القوي السياسية علي الأغلبية مثلما حدث لفترة طويلة في إيطاليا. هل يشعر النظام بالندم لأنه أضعف الأحزاب فكان البديل حركات ناشطة سياسيا نزلت الي الشارع وأصبحت تمثل له كثيرا من القلق؟ الأذكياء في النظام لابد أن يدركوا أنهم أخطأوا في هذا, والاغبياء في النظام وللأسف هم كثيرون يمكن أن يستمرؤا هذا الوضع لأنهم يعتقدون أن هذا أكثر راحة لهم, وهذا غير حقيقي. هل النظام السياسي يفتقد الخيال في مواجهة البيروقراطية؟ بل يفتقد ما هو أكثر من الخيال لأنه ليس لديه الفرصة ليرفع رأسه, هو يأكل خبزه يوما بيوم, لأن البلد كثيفة المشكلات والطموحات عالية والسكان يتكاثرون والنظام عاجز عن تلبية طموحات الناس. كيف يأكل النظام خبزه يوما بيوم وبعض رجاله يملكون المليارات ويتحكمون في اقتصاد البلد تقريبا؟ اننا في فترة ما اعتنقنا نوعا من الاشتراكية جعلت الجميع فقراء وعندما حدث الانفتاح جاء المغامرون الذين يضاربون بكل شيء, ولا يهمهم بالطبع عمل تراكم أو تنمية أو تقدم, ومع ذلك هناك من يعتقد أن المجتمع يحتاج الي ما نسميه القطط السمان لينمو!! لأن التنمية تحتاج الي أموال. عملت مع الأستاذين الكبيرين محمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين فما الفرق بينهما في إدارة الأهرام؟ هيكل له قراء ومعجبون, أما بهاء فله جمهور لا يقتنع بأحد غيره, لأن بهاء كان جزءا من الحكمة, وكان دائما مهضوم الحق, ولذلك فالقلوب كانت دائما تتطلع اليه, والعقول كانت تثق به, كما أنه كان رجلا متواضعا وكان يدير الأهرام بالوشوشة والصوت الهامس فأحبه الجميع, أما هيكل فكان صحفيا يدير الأهرام من ديسك الأهرام, انفتح علي الجميع وتعاون مع العشرات حتي جعل الأهرام حديقة لكل الأفكار والتيارات من حسين فوزي الي لويس عوض وتوفيق الحكيم وزكي نجيب محمود ونجيب محفوظ ويوسف ادريس والشرقاوي, وأذكر عندما جاء هيكل للأهرام أنا كنت قبله بستة أشهر وتحلقنا حوله لنراه في أول اجتماع.. فسأله جهابذة الأهرام وكان متوسط السن لهؤلاء وقتها61 عاما وكنا ثلاثة شباب فقط وسطهم, سألوه ماذا تريد من الأهرام, فقال: يطلع زي امبارح, كل يوم هكذا, ثم بدأ يدخل التغيير بالتدريج, فهيكل أدرك أن أثمن ما في الأهرام هو مصداقيته, وكان يحمي الصحفيين الذين يعملون معه, فوقف بجانبي بشدة عندما قرر السادات فصلي, كما أنقذني من محاكمة عسكرية في اليمن, هذا بالرغم من أنني كنت الصحفي الوحيد الذي أقول له لا في الأهرام. متي تتحسن أحوال الصحفيين المادية؟ سوف أسعي لجعل كادر الصحفيين حقيقة واقعة, وقد وعدني رئيس مجلس الوزراء بذلك, وأقول إنه ما ضاع حق وراءه مطالب, وإنني سوف أدق بابه مرة ومرتين وعشرات المرات حتي يتحقق هذا الكادر بما يتناسب والأعباء الملقاة علي عاتق الصحفيين في ظل موجة الغلاء التي جعلت الصحفي يعمل في أكثر من مكان ليوفر لنفسه حياة كريمة.