الخرطوم أ.ش.أ القاهرة من حسن فتحي: باعتباره من الأمراض الخطرة والفتاكة, لم تتوان منظمة الصحة العالمية من دق ناقوس الخطر أمس, والمسارعة بالتحذير من خطورة تفشي مرض الحمي السوداء بعد توغله واجتياحه جنوب السودان حاليا خاصة أن أغلب ضحاياه من أصحاب البنية الضعيفة, حيث استطاع الفتك حتي الآن ب31 شخصا, وخلف118 مصابا طريحي الفراش حاليا. وكالات الإغاثة في العديد من مناطق العالم, خاصة الموبوءة, تحذر من سرعة تفشي هذا المرض الذي ينتقل بسرعة البرق عن طريق طفيل تنقله ذبابة تسمي ذبابة الرمل, يصبح فتاكا إذا لم يعالج علي الفور, حيث يمكن أن يقتل أصحاب أجهزة المناعة الضعيفة في غضون أسابيع قليلة, لكن في المقابل, فإن95% سينجون في الحال إذا تقلوا العلاج في الوقت المناسب, خاصة أن أعراضه لا تعد ولا تحصي مثل تضخم الطحال, والحمي, والحساسية, والوهن, والهزال المستمر. ومن أسف, فإن مرض الحمي السوداء من الأمراض المشتركة سريعة الانتقال بين الإنسان والحيوان, وينتشر في كثير من دول العالم, وهو معروف في الهند منذ القدم, حيث يعد المرض الثاني الأكثر فتكا بعد طفيل الملاريا, إلا أن الفضل يعود إلي العالم ليشمان كأول مكتشف له عام1903. الدكتور علي رسمي أستاذ الحشرات بالمركز القومي للبحوث يري أن تلك الذبابة الرملية مهاجمة بشدة للدماء, وهي دقيقة وشديدة التركيز في هدفها للنيل من جسم الإنسان, وحجم الإناث المسئولة عن نقل هذا المرض من هذا الطفيل لا يتجاوز أربعة ميللمترات, وتفضل العيش في الأماكن الرطبة الدافئة مثل جدران المنازل, والأشجار القديمة, وبين الصخور, فضلا عن أنه يطلق أحيانا علي الحشرة اسم السكيت لأنها لا تحدث طنينا مثل الذباب, لكن لدغتها مزعجة ومؤثرة جدا. ولم ينس الدكتور رسمي أن يؤكد أن هذه الذبابة موجودة في مصر, وإن كانت نادرة, خاصة في شهر أبريل, وللأسف وجودها يعني إمكان انتقال المرض إلي مصر. ودعا وزارة الصحة إلي اتخاذ إجراءات عاجلة ومماثلة لمكافحة الملاريا مع كل مصري يذهب إلي المناطق الموبوءة بالمرض, خاصة التي تنتشر فيها هذه الذبابة الرملية, فهل يجد مثل هذا التحذير آذانا صاغية؟