مشروع توشكي واحد من أكثر المشروعات في تاريخ مصر بعد السد العالي الذي أثيرت حوله الشائعات والأقاويل التي تشكك سواء في مدي أهميته لكل شعب مصر من ناحية التنمية المستدامة. وتعظيمها أو حتي حول جدواه ومدعاة إقامته منذ بدايته. ولذا نقول في هذه المسألة إن هناك لبثا ولغطا عظيما حول حقيقة هذا المشروع العملاق الذي تصور البعض لسب أو لآخر أنه سينشر الرخاء في مصر بين ليلة وضحاها, فمن المعروف أن الاستثمار الزراعي يكون العائد منه غير سريع أو مباشر إضافة إلي أن هذا المشروع صوره البعض سواء بقصد أو بدون قصد علي أنه المشروع الذي يزرع أكثر من نصف مليون فدان ومعه تصور الناس أنها مسألة وقت وانقضاء مواسم الزراعة ثم حصد الثمار, وتغاضي البعض عن فهم أنه مشروع تنموي متكامل الأبعاد يسهم في الأساس في ايجاد مجتمع عمراني جديدا. ولكن الذي حدث أن الجميع بلا استثناء تعجل الثمار لكي يستوعب هذه الفكرة الأساسية. غير أن الجانب السلبي حقا هو المتمثل في الاصرار علي استكمال الجانب الزراعي في المشروع بطريقة الاستثمار الكبير أو الموسع عن طريق التخصيص لمساحات هائلة من هذه الأراضي الزراعية لكبار المستثمرين الذين وجدوا أنفسهم رهن المنتظرين لعائدات كبيرة وسريعة أمام حتمية الإسهام في إقامة البنية التحتية للأراضي والأساسية للخدمات! والحل الناجع هو تخصيص مساحات كبيرة من التي لم تخصص حتي الآن أو من التي يمكن استقطاعها من كبار المستثمرين الذين لم يثبتوا الجدية فيما أوكل إليهم من مسئوليات لاستثمار هذه المساحات الهائله التي زادت في أحداها عن مساحمة مائة ألف فدان وتوجيهها لخريجي كليات الزراعة المصرية وعلي رأسها الكلية الأم زراعة القاهرة وتمليك قدامي خريجها في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي لمساحات تزرع بصور المزارع الجماعية وعلي أن تكون قري الاقامة لهؤلاء الجنود الرواد من مهندسي خريجو زراعة القاهرة ومعهم خريجي زراعة عين شمس وجنوب الوادي في قري سريعة التجهيز والبناء وتكون البداية النزوح بلا أسرهم حتي تتم بناء القري ثم المدينة كاملة المرافق.