طالعت في بريد الأهرام ما كتبه عميد مهندس متقاعد محمد محمود سلامة تحت عنوان المكافحة بالحشرات وقد سعدت جدا بما أشار إليه نحو المكافحة البيولوجية لهياسنت الماء المعروف في مصر بورد النيل. وأود أن أصحح بعض المعلومات التي ذكرها من واقع أني استاذ للمكافحة البيولوجية وأتولي منذ عام2000 مسئولية إدارة مشروع قومي علي مستوي الجمهورية لمكافحة ورد النيل باستخدام الحشرات, فأول من أدخل ورد النيل في مصر هو محمد علي وليس الخديو توفيق, حيث دخل النبات كنبات زينة لجمال لون زهرته وتكاثر بشدة بنافورات المياه داخل قصر محمد علي بشبرا الخيمة( كلية زراعة عين شمس حاليا) حيث قام المسئولون عن حدائق القصر بإلقاء النباتات الزائدة بنهر النيل, ومن هنا بدأت إصابة المسطحات المائية بهذا النبات, وكان الفيضان قبل بناء السد العالي يخلص النهر منها بإلقائها في مياه البحر الذي لا يتحمل النبات ملوحته فيموت. وقد كان أول تسجيل لهذا النبات في مصر علي يد خبير انجليزي في مكافحة الآفات كان يعمل بوزارة الزراعة المصرية عام1932. ورد النيل كان يستهلك3 ملايين متر مكعب ماء يوميا من خلال النتح والبخر وليس5 ملايين متر مكعب سنويا. حيث تبلغ الكمية المفقودة سنويا ملياري متر مكعب. وقد ذكرت الرسالة أن الكوادر العلمية الفرنسية العاملة في مجال الهندسة الوراثية قد استنسخت نوعا من الحشرات تتغذي علي ورد النيل دون غيره لتقضي عليه, والحقيقة والواقع أنني قمت بالتعاون مع العلماء بولاية فلوريدا بالولاياتالمتحدةالأمريكية بدراسة هذه الحشرات عام1978 وهما نوعان من السوس موجودان بالارجنتين الموطن الأصلي لورد النيل. حيث أثبتت الدراسة تخصص وأمان هذه الحشرات في التغذية والتكاثر علي ورد النيل دون غيره من النباتات. وعلي ذلك فقد قمت مع فريق علمي بمركز البحوث الزراعية وبتمويل فرنسي بادخال هذه الحشرات عام2000 من الولاياتالمتحدةالأمريكية واكثارها واطلاقها بالبحيرات الشمالية بمصر ومتابعة وتقييم تأثير هذه الحشرات علي إصابات ورد النيل عن طريق تحليل صور الأقمار الصناعية التي اثبتت نجاح هذه الحشرات في خفض المساحات المائية المصابة بورد النيل في البحيرات الأربع الشمالية بنسب تراوحت بين70% و96% وبنسبة بلغت نحو85% علي مستوي مصر كلها.
د.يحيي حسين فياض رئيس بحوث المكافحة البيولوجية بمركز البحوث الزراعية