الفنان التشكيلي والخزاف العالمي الراحل نبيل درويش من أعظم الخزافين الذين أنجبتهم مصر, ومنذ رحيله وتحاول زوجته تحويل منزله بطريق سقارة السياحي الي متحف, وكانت الأهرام تتابع جهودها وكنا نشعر بالصدمة عندما كانت أجهزة وزارة الثقافة. تعجز عن مساعدتها في تحقيق هذا الهدف بسبب التمويل والروتين, ولكنها زوجة الفنان استطاعت خلال الشهور الماضية أن تتجاوز العقبات وتمكنت من ترميم المتحف وتجهيزه وإعداده ليكون منارة ثقافية وفنية متكاملة, ليس فقط لعرض إبداعات الفنان الراحل, بل أيضا أضافت إليه مكتبة تضم كل أبحاث الفنان الراحل والمراجع العلمية والفنية الخاصة به, مع مقتنياته من الكتب النادرة, وخصصت أيضا جانبا في المتحف لعرض أعمال الفنان الراحل لم تعرض من قبل, وجانبا آخر لمجموعة اسكتشات نبيل درويش. الجميل أن زوجة الفنان خصصت ركنا للأطفال ليتذوقوا جمال الفن ويصقلوا مواهبهم خاصة في مجال الخزف, كما أنها وفرت أماكن لجلوس الزائرين في حديقة المتحف, وكل ذلك بالمجان أي أنها لا تعتزم أن يكون مشروعها هادفا للربح فهي تريد تخليد فن زوجها الذي نذر حياته من أجله. لكن.. وآه من لكن هذه!!! لقد اضطرت زوجة الفنان بعد أن انتهت من وضع اللمسات الأخيرة وأصبح المتحف جاهزا للإنتاج الي تأجيل الافتتاح.. الي متي؟! لا تدري!! فالسبب هو تلال القمامة التي تراكمت بجوار المتحف وحولته الي مقلب عمومي برغم أن الشارع الذي يطل عيله سياحي.. حاولت بأقصي ما تستطيع أن يصل صوتها الي المسئولين بالحي والمحافظة لكن لا أحد منهم يتدخل وكأن الأمر لا يعنيهم...إننا نضم صوتنا إلي صوت زوجها الفنان الراحل نبيل درويش لتتدخل هيئة النظافة والتجميل بالجيزة والمحافظة والحي لإزالة هذا المقلب, ليس فقط من أجل المتحف ولكن من أجل الحفاظ علي المظهر الحضاري لهذه المنطقة الواقعة أسفل الطريق الدائري, مع فرض غرامات فورية علي الذين يلقون المخلفات, وملاحقة الذين يلقون مخلفات الهدم في هذه المنطقة التي كان يجب أن يكون المتحف بداية لتجميلها لا أن تكون القمامة نهاية مبكرة لمتحف جميل..!