الشرقية من نرمين الشوادفي وعثمان شحاتة برغم أن الوقت مازال مبكرا, فإن سخونة المعركة الانتخابية بمحافظة الشرقية تزداد ارتفاعا لتطغي علي حرارة الجو وتزيد من حدتها خاصة مع اقتراب مواعيد انعقاد المجمعات الانتخابية لاختيار مرشحي الوطني الرهان الأكيد للفوز. والحصان الرابح الذي تعقد عليه آمال الأغلبية ويرتبط بتأكيد خوضهم المعركة, أو انسحابهم تماما من الساحة. وتشهد الشرقية حاليا حالة من النشاط الملحوظ والمتسابق بين المرشحين للفت الأنظار وجذب الانتباه من خلال تعليق أكبر قدر من اللافتات والصور المجسمة في محاولة لفرض أنفسهم علي الشارع والإيحاء بأنهم الأقوي للتأثير علي منافسيهم والضغط عليهم لإقناعهم بالتراجع والعدول عن الترشيح, الأمر الذي أحال المحافظة إلي غابة متشابكة من اللافتات والصور بعيدة تماما عن أي شيء تكاد تخطئ معها صورة هذا المرشح من منافسه. ويأخذ الصراع علي الدعاية بعض المرشحين وأنصارهم إلي أعمال صبيانية وعدوانية بدت في انتزاع لوحات وصور منافسيهم للانفراد بالساحة, كذلك استغلال النفوذ في الضغط علي الجهاز التنفيذي لإزالة دعاية مرشح أو منع آخر من وضع دعايته, وهو ما دفع محافظ الشرقية المستشار يحيي عبدالمجيد بعد تعدد الشكاوي إلي عقد اجتماع طارئ للتنبيه علي أعضاء الجهاز التنفيذي بالتزام الحياد وعدم التدخل ومتابعة المنافسة كأي متفرج دون تحيز لمرشح علي حساب آخر. اللافتات والصور لم تكن وسيلة الدعاية الوحيدة, بل تحولت سرادقات العزاء أو قاعات الأفراح إلي ملتقيات سياسية ومؤتمرات للتعارف ولقاء الناخبين, وعرض البرامج الانتخابية بالإضافة للتحركات الخفية واللقاءات بمسئولي الحزب في الشرقية والقاهرة للحصول علي ضوء أخضر باستمرار المضي والفوز برضا الحزب للدفع به علي قائمته, وهو ما كان أكثر الأسباب لتثبيت الأقدام والإصرار علي المنافسة لاعتقاد كل مرشح بأنه النائب المنتظر. وجاءت حصة المرأة لتشعل المعركة وتزيدها سخونة فتخصيص كوتة محددة سلفا للمرأة قوامها مقعدان كان سببا لإغراء أكثر من80 سيدة للرغبة في الترشح لمجرد أن بعضا منهن تجد في نفسها الأفضل, بغض النظر عن تاريخها السياسي, أو قدرتها علي التمثيل البرلماني فقط لتمتعها بقدر من العلاقات ظنت أنه يؤهلها للفوز بالمقعد, ولأن كيد النساء الأقوي دائما فقد فاقت ملصقات السيدات ودعايتهن الرجال. وتبارت كل منهن في نشر صورها بعد إعدادها بالكمبيوتر بالطبع لضمان ظهورها في أحسن صورة مع اختيار أماكن محددة بعضها في مواجهة من تري أنها الأكثر خطرا عليها لمسقط رأسها أو مقر عملها كنوع من الحرب النفسية لزعزعة ثقتها وضرب منافستها في مقتل, والإيحاء بأنها من وقع عليها الاختيار, ومع كل لوحة جديدة لمرشحة تليها بساعات أخري لوحة أكبر لغريمتها تحتل أعلاها في تحد بالغ تزيد من دهشة رجل الشارع الذي لايزال لايعرف شيئا عن هذه أو تلك. وبالعودة سريعا لاستقراء الدوائر نجد أن هناك خمس دوائر هي الأكثر اشتعالا حتي الآن بين الدوائر ال14 بالمحافظة وهي فاقوس وكفر صقر وديرب نجم وههيا والحسينية, حيث تشهد هذه الدوائر تزاحما شديدا في المرشحين وظهور عدد كبير من الوجوه القديمة والجديدة في ظل إعلان نوابها الحاليين عزمهم خوض المعركة.