حدثني الراعي عن قمر.. قد صنع المزمار من صمتك الأغن حتي غار صدي العصافير ومن في الدار.. القمر الحالم.. وقلبك اللامع كالخاتم تبادلا الأدوار.. فبادليني خيمة في قهوتي.. وخيمتي.. وتعرفين سيرتي.. ليست سوي قطار.. هكذا بدا سامي العامري الاديب العراقي في قصيدة المنفي او في منفي القصيدة يتحدث في ضيافة بجعة.. لماذا البجعة؟ لانها كانت تشرب من ماء دجلة والفرات.. نهران يشيران الي سماء الله كما تشير اصبع من اصابع الافق.. اناديك يا مالكا يا حزين لتخلع اذن قبعاتك.. وارحل علي بهجة رغم انف الحنين. فالموج مهما تباعد.. تحفظ زرقة البجعات والخوف صهباء في الآنية ومملكتي الهذيان توطد ما بين برلين شرقا وكولونيه.. وجع البعاد يفترس قلوب ادباء العراق وتعتصرهم في الغربة والمنافي اصابع الثلج القرمزية التي صافحتها لمياء الالوسي في كتاباتها المغموسة في عذابات النوستالجيا عند عمر الجفال.. امي تمارس طقوسا سرية فوق تنورها الطيني.. تشكل من عجينها صنما.. نقبله ونضعه علي جباهنا.. وحين يحل الجوع نأكله.. وتبدو الامور هكذا.. نجمة وحشية.. ترتدي كابوسا يرسم صورة ملحمية تروي قصص اطفال عراة.. اما وفاء الربيعي فهي ضحية التحرق العاشق والاسئلة الموجعة.. من اين نأتيك يا بغداد.. فبوصلة الريح فقدت اتجاهها اليك.. اي الطرق ستأخذنا الي حقول البرتقال.. حين تسدل الشمس ستارها.. وترحل الحمائم الي اوطانها.. ابحث انا في خبايا الليل عن وطني.. ابحث عنه بين حطام الدبابات ورائحة الموتي.. ابحث عنه في حكايات شهرزاد.. أشعر برعد يزلزل كياني ويؤجل موتك يا شهرزاد.. افتقدت ابا نواس كثيرا هذه الايام وتساءلت في نفسي لو كان حيا في زمن الاحتلال الامريكي للعراق فماذا هو قائل؟.. بغداد ارض لاهل المال طيبة.. وللمفاليس دار الضنك والضيق.. اصبحت فيها مضاعا بين اظهرهم.. كأنني مصحف في بيت زنديق.. المؤكد انه كان سيقلع عن الخمر فورا وينشد واذا سكرت فإنني مستهلك.. مالي وعرضي وافر لم يكلم.. واذا صحوت فما أقصر عن ندي.. وكما علمت شمائلي وتكرمي.. ثم يقول مالي بدار خلت من أهلها شغل.. ولاشجاني لها شخص ولاطلل.. وما الناس الا هالك وابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق.. اذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق.. فهل يقصد امريكا التي كانت صديقة للعراق؟.. وهو القائل لايخدعنك من عدو دمعه.. وارحم شبابك من عدو ترحم.. والذل يظهر في الذليل مودة.. واود منه لمن يود الارقم.. لايسلم الشرف الرفيع من الاذي.. حتي يراق علي جوانبه الدم.. والظلم من شيم النفوس فان تجد ذا عفة.. فلعله لايظلم.. هل لو كان ابونواس يمشي بيننا حيا في هذا الزمان اكان يثور ويطلق الخمرة ام يسكر ويطلق عذابات الاحتلال والدمار ويقول دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء.. صفراء لاتنزل الاحزان ساحتها.. لو مسها حجر مسته سراء.. لتلك ابكي.. ولا أبكي لمنزلة.. كانت تحل بها هند وأسماء.. فقل لمن يدعي في العلم فلسفة.. حفظت شيئا وغابت عنك اشياء.. لاتحظر العفو ان كنت امرءا حرجا.. فإن حظركه في الدين ازراء. [email protected]