علي الرغم من النقلة التاريخية التي شهدها قطاع تكنولوجيا الاتصالات, في أروقة الإدارات الحكومية والمؤسسات والبنوك والمطارات والمواني والسكة الحديد, فإن العديد من المعوقات مازال يقف حجر عثرة أمام الاستفادة القصوي من هذه الإنجازات, حيث مازال الكثير من السلبيات القائمة يعوق جني ثمارها, فمثلا نشاهد الازدحام الشديد في البنوك وطوابير طويلة حول أجهزة الصرف الآلي التي تعاني معظم الوقت من كثرة الأعطال, وقلة الصيانة, ودائما نسمع عبارات معلش السيستم واقع, أو الفلوس محشورة في الماكينة, أو الفلوس خلصت, الأمر الذي أدي إلي عودة البيروقراطية والترحم علي العمل التقليدي, فالعبارات السابقة هي تحديث لعبارة فوت علينا بكرة التي واكبت العصور الماضية, والأمر يزداد سوءا, لقد تعرضت أخيرا لهذا الموقف في محطة سكة حديد سيدي جابر لحجز تذكرة سفر, وقفت ساعة في طابور في صالة مكتظة بالمسافرين من مواطنين وسياح عرب وأجانب, والكل ينفخ ويتصبب عرقا ويزداد قلقا بمضي الوقت, والطابور لا يتحرك, وعندما وصلت إلي الشباك وقع السيستم انتظرت, السيستم اشتغل, لكن ماكينة الطابعة وقع سيستمها هي الأخري, فأنقذت الموظفة الموقف وطلبت من زميلها المجاور تذكرة لي. ويبقي أن نقول متي ينبغي علينا الاهتمام بعملية الصيانة, وتحديث وتطوير ما تحت أيدينا من أجهزة, وسرعة إعادة النظر في العيوب والمثالب التي تظهر في استخدامنا لها حتي يمكن جني ثمار هذه التكنولوجيا التي لا ننكر مزاياها وحسناتها, وهو ما يجعل التحول إليها حقيقة من الضرورات. د. عوض حنا سعد سموحة إسكندرية