كتب : أحمد الزهيري الزمان صيف2010 المكان مصر.. درجة الحرارة تقفز إلي أعلي معدلاتها تكاد تلامس47 درجة مئوية.. المواطنون يهرولون إلي شراء أجهزة التكييف ليرتفع عدد أجهزة التكييف في مصر حسب جهاز التعبئة والإحصاء إلي3 ملايين جهاز يعمل أكثر من نصفها في محلات الملابس والأحذية والمكاتب التي تبدأ في تشغيل الأجهزة منذ الصباح حتي الثانية من صباح اليوم الثاني بهدف معادلة درجة الحرارة من45 درجة خارجها إلي25 درجة داخلها مما يرفع استهلاك الكهرباء خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الأجهزة قديمة نوعا ما والصيانة فيها غير كافية.. النتيجة أن معدل استهلاك الكهرباء في مصر ارتفع بنسبة13% عن العام الماضي وهو ما يفوق قدرة الحد الأقصي للكهرباء بالسد العالي من7% إلي8%.. وزارة الكهرباء تعترف بأنه لتلبية هذه الزيادة فإننا في حاجة إلي3000 ميجاوات لسد العجز في ساعة الذروة وهو ما سيكلف قطاع الكهرباء16 مليار جنيه. الدكتور أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء التحدث الرسمي باسم الوزارة نبه إلي أن مركز التحكم بالوزارة سجل ارتفاعا في الأحمال الكهربائية وصل إلي22 مليونا و750 ألف ميجاوات وهي أعلي نسبة سجلت حتي الآن وتزيد علي العام الماضي بما يعادل300 ميجاوات تتحمل المحلات نسبة كبيرة منها حيث يبلغ استهلاك هذه المحلات من إجمالي إنتاج الطاقة في مصر نحو8% لذلك فهي تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية عن ارتفاع نسب الاستهلاك من الطاقة لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يتم فرض قرار من الوزارة علي تلك المحلات كما اتفق الوزير حسن يونس وزير الكهرباء مع الدكتور محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية علي ضرورة أن يأتي هذا القرار برغبة من المجتمع.. وأن الشعب هو صاحب القرار في تلك القضية.. وهي غلق المحلات في السابعة مساء. وهناك بعد إضافي للترشيد من الطاقة الكهربائية في مصر وهي المنازل التي تستهلك40% من حجم الطاقة في مصر وهنا لابد أن تأخذ القضية بعدا قوميا لا شخصيا وأن نبدأ حملة لترشيد الكهرباء في المنازل تبدأ بتوعية المواطنين بحجم استهلاك كل جهاز في المنزل. وحدات الاضاءة ويضيف الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبدالمنعم أنه يصل إجمالي ما تستهلكه المحلات التجارية من الكهرباء إلي نحو8 مليارات كيلو وات كل ساعة في وحدات الإضاءة المبالغ فيها.. وفي أجهزة التكييف بشكل غير منطقي وهي نسبة تعادل8% من إجمالي الطاقة الكهربائية التي تستخدمها مصر وهذا الحل سبق أن طرحه منذ أكثر من30 عاما الرئيس الراحل محمد أنور السادات حينما تقرر تحديد ميعاد لإغلاق المحلات والورش صيفا وشتاء بهدف ترشيد الطاقة وهو نظام جيد للغاية وأتي بثمار رائعة في تحقيق وفر غير عادي في استهلاك الكهرباء خاصة أنه كانت هناك عقوبات رادعة آنذاك علي المخالفين مما حقق ميزة أخري وهي تحقيق سيولة مرورية في شوارع العاصمة وإعادة الهدوء والانضباط للقاهرة وتخليصها من نسبة كبيرة من الضوضاء والناتج عن أصوات البائعين والسيارات وكذلك خفض معدلات الانبعاث الحراري والتلوث الناجمة عن الزحام وعادم السيارات وأجهزة التكييف ووحدات الإضاءة. تغيير الثقافة ويضيف عادل عبدالحق أحد الخبراء في ترشيد الطاقة أن مواعيد المحلات ليست هي الحل الوحيد لتوفير الطاقة بل لابد من تغيير ثقافة المواطنين وزيادة نسب وعيهم بكيفية توفير الطاقة التي تبدأ من التوعية بالأسباب التي تساعد علي إهدار الكهرباء فلابد من عمل صيانة دورية للأجهزة سواء في المنازل أو المحلات, يجب استخدام مصابيح الإضاءة الفلورسنت بدلا من مصابيح التنجستين لأنها تستهلك أكثر وعند استخدام التكييف يجب غلق الأبواب والنوافذ جيدا حتي يمكن الاستعانة بجهاز يسمي موفر الطاقةEnergysaver الذي يتم توصيله بالتكييف ليرفع كفاءة التبريد من30 إلي36% مما يرشد استهلاك المكيف بالإضافة إلي ضرورة تنظيف مرشح الهواء الفلتر مرة أسبوعيا حتي لا يجهد التكييف ويزيد من استهلاكه