االنسيم ا في موسكو واقاليمها المترامية الاطراف والمتعددة الاعراق صار في عداد احلام اليقظة. ولم تعد الاصابة بضربة شمس في قلب العاصمة الروسية في اقصي الشمالت من غرائب هذا الزمان.ت وهاهو وسط العاصمة يقفر من رواده الذين انطلقوا يلتمسون الملاذ علي شواطئ الانهار والبحيرات القريبة,ويندفع من بقي منهم من الصبية والصبايا الي ميادينها بحثا عن نسمة ندية تعيد لهم توازنهم المفقود. انطلقوا ليغمروا اجسادهم بمياه نوافير العاصمة وهي كثيرة وجميلة تعيد للنفس ما انتزعه منها لهيب القيظ المحموم بعد ان تحولت الي ما هو اشبه بالحمامات العمومية. وجدوا فيها السلوي بعيدا عن ا المتاعبب الطبيعية ومنها انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي يعكف فيه رجال السياسة والاقتصاد علي دراسة اسباب الكوارث الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الارض والجو وما آلت اليه اوضاع المناخ في روسيا الاتحادية. تتقافز الي الذاكرة بعض مشاهد اقمة الارضبت التي عقدت في كوبنهاجن في العام الماضي ولم تتوصل الي حلول تذكر لانقاذ ما نراه يتهاوي تحت وقع التغيرات المناخية من جراء خلافات رجال السياسة. تساقطت كل الارقام والتوقعات التي طالما قالت ان ارتفاع درجة الحرارة الي ما فوق الثلاثين درجة في العاصمة الروسية مسألة علي غير وفاق مع التاريخ والجغرافيا. ثمة من يطالب اليوم باعادة النظر في الكثير من ثوابت الطبيعة الروسية التي طالما كانت رمز الدولة علي مر التاريخ. هل كان من الممكن ان تتجاوز درجة الحرارة في سيبيريا الخمسين درجة؟ الاجهزة المعنية تواصل احصاء النتائج الاقتصادية والاجتماعية لمثل هذا الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة. الجفاف يضرب الكثير من الاراضي الروسية مهددا بنقص فادح في محصول هذا العام فضلا عن تدمير ما يقرب من25% من الحقول التي التهمتها النيران بسبب ارتفاع درجة حرارة الارض والجو في17 من اقاليم التربة السوداء جنوبي البلاد, وإن حاولت وزارة الزراعة الروسية التخفيف من وقع هذه الارقام مشيرة الي ان الخسارة تظل في حدود96 مليون هكتار من مجموع الاراضي البالغة مساحتها48 مليون هكتارا. وبهذا الصدد يقول فاسيلي كولتاشوف رئيس مركز التحليل التابع لمعهد العولمة والحركات الاجتماعية ان وزارة الزراعة تضع تقديراتها عند مستوي85 مليون طن وإن اعتبر الكثيرون من الخبراء هذا الرقم مبالغا فيه فيما يطرح خبراء المركز ارقاما أخري في حدود75 مليون طن في الوقت الذي يتوقع فيه آخرون ان يكون الرقم في حدود حجم الاستهلاك المحلي وهو78-83 مليون طن. وفي نفس الاطار يتوقع البعض احتمالات ارتفاع اسعار الخبز في وقت تاثرت فيه المحصولات الاخري ومنها البطاطس التي تشغل مساحات تقدر ب3850 هكتارا حسب احصاءات وزارة الطوارئ. ويعرب الكثيرون ومنهم فيكتور زوبكوف نائب رئيس الحكومة عن مخاوف من احتمالات عدم توفر الكميات اللازمة من علف المواشي وتأثر الانتاج الحيواني ما يعني في مجمله تفاقم الازمات الاقتصادية من منظور ان ارتفاع اسعار المنتجات الغذائية سوف يسفر عن انخفاض الطلب علي السلع الاخري ما يعني بالتبعية انخفاض مستوي المرتبات وزيادة نسبة البطالة. وفي هذا الاطار تفكر السلطات المحلية اعتبارا من اليوم في سبل الحد من ارتفاع اسعار الخبز والبطاطس والبيض ومنتجات الالبان واللحوم وإن ظهر من يقول بضرورة عدم المبالغة في التقديرات وان الاوضاع تلن تجنح نحو التدهور في حال توفر70-75 مليون طن من الحبوب وهو رقم لا احد يقول بعد إنه بعيد المنال.ت