لي جار توفاه الله مؤخرا عن عمر يناهز65 سنة بعد مشوار مع المرض استمر لمدة غير قصيرة وكان رحمه الله أعزب لم يتزوج, ويعيش في شقته بمفرده لمدة تزيد علي30 عاما. , ولم يكن يستقبل أصدقاء بشقته وعلاقته بأهله فيما يبدو ليست علي ما يرام.. وكان مصابا بضعف السمع وهداه تفكيره إلي ان يعطي جاره في نفس الطابق نسخة من مفتاح شقته ليطمئن عليه أولا بأول حتي اذا وافته المنيه يتم الاتصال بأهله ليقوموا بإجراءات ومراسم دفنه.. وبالفعل هذا ما حدث.. فبعد اكتشاف وفاته.. قام هذا الجار بالاشتراك مع اصحاب العمارة الذين يسكنون معنا مشكورين بعمل اللازم حتي اوصلوا الجثمان الي مثواه الاخير في بلدته خارج القاهرة, وحيث ان ذلك كله حدث صباحا فلم نعلم به الا من بواب العمارة عند عودتنا من العمل فلم نتمكن حتي من تشييع الجنازة.. رحم الله جارنا العزيز فقد عاش وحيدا ومات غريبا. هذا الحدث جعلني أتأمل وافكر فيما آلت إليه أحوال المصريين خاصة بعد تدهور العلاقات الأسرية وابتعاد الابناء بحكم الزواج والانشغال بلقمة العيش فأصبحنا نسمع عن وفاة مسن دون ان يدري احد الا بطريق الصدفة او بعد انبعاث الروائح من شقته.. ناهيك عن مشكلة كيفية ادارة حياته وحيدا في هذه السن المتقدمة.. إذن ما هو الحل؟ تأسيسا علي المادة(7) من الدستور التي تنص علي: يقوم المجتمع علي التضامن الاجتماعي.. فإني اقترح قيام الدولة بإنشاء دور للمسنين لمن بلغ سنه60 سنة فأكثر بناء علي رغبته والافضلية للاكبر سنا, والذي ليس له اهل يرعونه مقابل اشتراك شهري في حدود300 جنيه تشمل الاقامة والاكل والرعاية الصحية والترفيه.. ويبدأ تنفيذ ذلك بمحافظتي القاهرة والاسكندرية وفي حالة نجاحه يتم تطبيقه في باقي المحافظات علي ان يتم انشاء هذه الدور في المدن الجديدة(10 رمضان الشروق العبور 6 اكتوبر برج العرب.. الخ). ويتم تدبير التكاليف الاستثمارية لهذا المشروع بقيمة تقديرية10 مليارات جنيه من الدعم المخصص للبنزين الذي يصل في معظمه لغير المستحقين! ومزايا هذه المقترحات: العناية بكبار السن واندماجهم في المجتمع وعدم تحميل ذويهم عبء رعايتهم وشعورهم بالذنب لتقصيرهم في رعايتهم, بالاضافة الي توفير الشقق التي يسكنونها ليستفيد بها المقبلون علي الزواج وفتح فرص عمل مناسبة للشباب للعمل في هذه الدور.. والاهم هو التكافل الاجتماعي بين الناس تطبيقا للقول المأثور: من ليس له اهل.. فأهله الحكومة!! محاسب كمال أبوالخير مستشار ضريبي