نواجه مشكلة كبري هي الغش الدوائي والاعلانات المضللة والمقدمة في بعض الفضائيات عن مستحضرات غير مصرح باستخدامها في علاج الأمراض, وتشير الدراسات العالمية إلي أن ما أنفق علي شراء الأدوية المغشوشة خلال عام2010 تجاوز75 مليار دولار, وأن خطر استخدامها يكمن في أنها غير خاضعة للرقابة الدوائية, فبعضها يقل أو ينعدم تأثيره في علاج الأمراض, مما تترتب عليه مضاعفات قد تصل إلي حد الوفاة, وقد يؤدي استخدام بعضها إلي حدوث أعراض جانبية تضيف مرضا فوق المرض الذي يشكو منه المريض, وقد يسبب بعضها تشوهات في الأجنة أو متاعب للحامل! أو حالات تسمم في الاطفال الرضع إذا تناولتها المرضعات, كما أنها قد تسبب اصابات خطيرة ووفيات في الأطفال, وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أن أكثر الأدوية تداولا علي مستوي العالم هي المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات, والهرمونات المنشطة بدنيا وأدوية الربو والملاريا ومسكنات الألم واللقاحات, وترتب علي استخدامها حدوث اصابات مرضية ووفيات في آلاف ممن يتعاطونها, كما ناقش المؤتمر نوعية الأمراض الناجمة عن استخدامها, أذكر منها علي سبيل المثال, الهرمونات والأدوية التي قد يستخدمها بعض الرياضيين لرفع مستوي اللياقة البدنية وزيادة قوة التحمل, حيث تبين أن بعض الحقن المستخدمة( وهي غير خاضعة لرقابة الهيئات الصحية) كانت ملوثة بمكروبات أدت إلي الاصابة بخراريج خطيرة والتهابات الكبد الفيروسية( بي وسي) والايدز, علاوة علي الأعراض الجانبية التي تنجم عن الاستمرار في تعاطي الهرمونات المنشطة. ولقد أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أن استخدام أشربة تحتوي علي دواء الباراسيتامول للأطفال قد أدي إلي اصابة المئات منهم بالفشل الكلوي والوفاة, وذلك بسبب تغيير مادة غير فعالة في المستحضر إلي مادة أخري أدت إلي حدوث حالات تسمم للأطفال, كما أوضحت الدراسات أن مستحضرات عشبية يعلن عنها عبر بعض الفضائيات تحتوي علي أدوية مصنعة غير مكتوب أسماؤها علي العبوة, حيث يترتب علي عدم معرفة أسمائها تشكيل خطر علي متعاطيها, فقد ثبت أن بعضها يسبب الادمان, والبعض الآخر يسبب مضاعفات في مرضي القلب والضغط والسكر والجهاز الهضمي والربو والغدد.. وأمراض أخري. ولمواجهة هذه المشكلات هناك توصيات عديدة منها ما يلي: التصدي للإعلام السييء الذي يروج المستحضرات المغشوشة. تطوير دراسة أخلاقيات مهنتي الطب والصيدلة, بما يواكب الأحداث والمشكلات التي استجدت في مجال الأدوية وعلاج الأمراض. مناشدة شركات الأدوية المصرية والعربية والعالمية للاسهام المادي والدعم المعنوي لمكافحة الغش الدوائي. التعاون الوثيق بين وزارات الصحة والداخلية والعدل ونقابتي الاطباء والصيادلة, بعقد ندوات وإجراء دراسات عن المشكلة عالميا وعربيا, وإصدار التوصيات اللازمة لمكافحتها. تغليظ عقوبة الغش الدوائي وأي انحرافات أخري تهدد صحة المواطنين وحياتهم. التعاون بين الدول العربية والهيئات الصحية العالمية, وذلك فيما يختص بالدراسات المتعلقة بالغش الدوائي ووسائل الكشف عنه, وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلته. تنشيط الرقابة علي الأدوية, وذلك فيما يختص بالجمارك والرقابة علي مخازن الأدوية ومراكز توزيعها بالدعم المادي للقائمين عليها. إدراج تقنيات الكشف عن الغش الدوائي ضمن مقررات كليات الصيدلة في الوطن العربي مع الاهتمام بتدريس أثر الغش المدمر للفرد والمجتمع واقتصاديات الدول. د. عز الدين الدنشاري