رسالة دبي من:عبده الدقيشي ربما كان البحث عن منظومة متكاملة للتنمية الاقتصادية تعتمد علي العلوم والتكنولوجيا الموضوع الجديد هذا العام علي اجندة الملتقي العربي للاستثمار في التكنولوجيا. وربما كان غياب ثقافة الاستثمار في التكنولوجيا وضعف ثقة المستثمرومتخذ القرار في الوطن العربي للاستثمار في التكنولوجيا- بالاضافة الي الازمة الاقتصادية العالمية التي مازالت تطل برأسها المخيف علي اقتصاديات العالم- اهم الاشكاليات التي واجهت الملتقي الذي عقدت دورته السابعة مؤخرا في مدينة دبي بالامارات العربية المتحدة. ولكن المؤكد ان الملتقي- الذي عقد تحت عنوان:( ارساء منظومة اقليمية متكاملة للابتكار) ركز علي مساعدة الشركات الريادية من أجل النفاذ إلي أسواق جديدة في الدول الآسيوية والغربية, وفي مقدمتها أسواق الولاياتالمتحدةالامريكية وخرج بعقد برنامجي تعاون للمؤسسة الاول مع أوربا, تحت مظلة' سياسة الجوار بين دول جنوب المتوسط العربية وشمال المتوسط الأوربية'والثاني مع مؤسسة عربية أميركية. الملتقي الذي عقدته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع واحة دبي للسيلكون برعاية الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس سلطة واحة دبي للسيليكون- يقوم بدور الوساطة بين ممثلي شركات رأس المال المبادر, والخبرات العربية في الاقتصاديات والأسواق الدولية من اجل تقييم الجدوي الاقتصادية والاستثمارية لهذه الشركات. الدكتور عبدالله النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا يقول: ليس هناك شكا في ان الاستثمار في التكنولوجيا في العالم العربي موضوع جديد وخطير نتيجة عدم وجود ثقافة الاستثمار في التكنولوجيا وثقافة راس المال المبادر, وللاسف فإن ضعف ثقة المواطن واالمستثمر ومتخذ القرار العربي بمنتج المعرفة العربي جعلنا من خلال الملتقيات السابقة نتعلم ماذا يمكن ان ينجح.. وما الذي من الصعب نجاحه ؟ فوجدنا اننا نحتاج بقوة وبشكل رئيسي الي( شبكة تمويل ملائكي) لدعم افكار العلماء العرب واخراجها من المختبرات الي الميدان.. وهذا ما جعلنا نركز علي الشركات التي اصبح لها فترة في التأسيس.. وليست التي في بداية تأسيسها.. وهذا يمثل اختلافا نوعيا عن الملتقيات السابقة ولكن تبقي مشكلتنا في العالم العربي هي ان المستثمر العربي يصعب علية ان يفهم الاستثمار التكنولوجي باعتباره نوعا جديدا من الاستثمار كما ان الباحث او العالم العربي يصعب علية ايضا ان يترك( ابنته) وهي الشركة الناشئة.. ويسلمها ضمن شراكة لتكون بيد الغير.. ومن هنا تاتي الحاجة لمزيد من التدريب للطرفين ليتهيأ كل منهم لاستيعاب الافكار التي لدينا ويقول: ان الملتقي ناقش ولاول مرة موضوع المنظومة المتكاملة للتنمية الاقتصادية المبنية علي العلوم والتكنولوجيا فلقد كنا سابقا نتناول موضوعات محددة مثل ريادة الاعمال وتقييم التكنولوجيا, وراس المال المبادر اما هذه المرة فنحاول جمع كل الاطراف الممكنة لكي نقيم المنظومة المتكاملة التي تدعم بعضها البعض وتجعل التنمية مستمرة, لذلك كانت الحوارات منصبة علي هذا الاتجاه الذي اصبح يأخذ مكانه في مصر والامارات والسعودية والكل يتحدث عنه. ويؤكد النجار: لقد لاحظنا في هذا الملتقي ترددا من بعض المستثمرين من المشاركة في الاستثمار التكنولوجي متأثرين بالازمة الاقتصادية العالمية. لكننا في المقابل وجدنا مستثمرين جادين غالبيتهم من دول الخليج ولهذا فإن الملتقي حاول مسايرة تطورات النظام المالي والاستثماري العالمي الجديد بسبب الازمة المالية ولذا فإن المشاريع الريادية المشاركة في الملتقي لم تكن مجرد افكارا ابتكارية تبحث عن ممولين لضخ استثمارات لتحويل افكارهم الابتكارية الي واقع ولكنها كانت شركات تكنولوجية ناشئة واعدة في حاجة الي التطور والتوسع ويري ان الازمة المالية العالمية افرزت دروسا عديدة تفرض علي الفاعلين الاقتصاديين والاستثماريين المزيد من المرونة الاستثمارية لدعم الشركات والمشاريع الريادية في مختلف المجالات التكنولوجية سواء في مجالات الطاقة اوالبيئة او التكنولوجيا الخضراء او المياه والمعلومات والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والنقل والمواصلات والبناء والاسكان والخدمات المالية والمصرفية وغيرها من المجالات التكنولوجية. وكشف الدكتور وسام الربضي, المشرف علي ملتقيات الاستثمار في التكنولوجيا ومدير مكتب المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في الأردن, عن تفاصيل برنامجي تعاون للمؤسسة مع أوربا,وامريكا الاول تنفذه المؤسسة بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوربي ومؤسسة' أمينةAmina' الفرنسية. ويطلق عليهMedVenture, ويعمل هذا البرنامج علي اخيتار100 شركة عربية ريادية من منطقة جنوب المتوسط, وتأهيل وتدريب ممثليها ليتم الاختيار النهائي لعدد10 شركات ريادية في مختلف المجالات التكنولوجية وستشارك الشركات الريادية الفائزة في حدث أقليمي عربي أوربي, تستضيفه مدينة مارسيليا الفرنسية في شهر ديسمير المقبل, لتحصل هذه الشركات الريادية علي حزمة من المزايا, تدعم خطط تطورها. اما برنامج التعاون الثاني فهو مع مؤسسة' والي تك'- وهي مؤسسة عربية أميركية مقرها في وادي السيليكون الأميركيSiliconValley- ويهدف هذا التعاون الي الربط والتشبيك مع الكوادر العربية في الغرب عامة, والولاياتالمتحدة خاصة, للاستفادة من خبراتهم لدعم الرياديين العرب في الدول العربية, ومساعدتهم في النفاذ للسوق الأميركية,وعرض مشاريعهم وشركاتهم الريادية علي المستثمرين ورأس المال المبادر الأميركي, لتقييم جدوي الاستثمار في هذه الشركات.. ولكن ورغم كل ذلك يبقي من المهم للشركات الريادية في الدول العربية أن تطور من مهاراتها وخطهها, للنفاذ إلي الأسواق الخارجية.