مصر والجزائر بلدان شقيقان تربطهما علاقات تاريخية, مبادرة طيبة وتصرف مسئول مصر والجزائر بلدان شقيقان تربطهما علاقات تاريخية, وما يجمعهما من اخوة وود واحترام متبادل ودماء مشتركة ينبغي ألا تفسده مباراة كرة قدم, والبلدان لهما مصالح مشتركة كثيرة, ويواجهان تحديات كبيرة جدا داخليا وخارجيا, والشعبان المصري والجزائري في حاجة إلي بعضهما البعض, وفي حاجة أيضا إلي قدر من التنسيق والعمل المشترك لمواجهة تلك التحديات, خصوصا أن الشعب الجزائري يعتز بعروبته ويكن كل احترام وتقدير لمصر, من هنا كانت أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك إلي الجزائر لتقديم واجب العزاء في وفاة شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وعلي الرغم من أن الزيارة كانت زيارة مودة ومجاملة, فإنها حملت مبادرة طيبة لإزالة الجراح والآلام التي نشأت مؤخرا بين البلدين الشقيقين بعد مباراتي منتخبي مصر والجزائر في القاهرة والخرطوم, هذه الجراح والآلام عانينا منها بسبب تصرفات غير مسئولة من بعض الجهلاء والغوغائيين الذين أرادوا حرق الروابط والجسور التاريخية بين البلدين, وتسميم الأجواء بين شعبين عملا معا علي مدي نحو الستين عاما لكنهم لم ينجحوا. ويجب ألا ننسي أن الجيش الجزائري حارب علي الأرض المصرية في أكتوبر1973, ويجب ألا ينسي الاخوة في الجزائر أن مصر كانت السند الأساسي لمساعدة جيش التحرير الجزائري للانتصار علي الاستعمار الفرنسي, وفتحت مصر أبوابها لمن قصدوها من الجزائريين, وسخرت صحفها وإذاعاتها لحشد الجماهير العربية وراء الثورة الجزائرية, وتحدثت مصر باسم الجزائريين في المحافل الدولية, زيارة الرئيس مبارك للجزائر الشقيقة إذن كانت تصرفا حكيما ومسئولا, وأثبتت وجود رغبة حقيقية من جانب البلدين للمضي قدما في بناء علاقات قوية وصلبة تدافع عن مصالح الشعبين وحقوق العرب. لقد قطعت هذه الزيارة- بالفعل- جميع المحاولات التي حاول البعض افتعالها لإيجاد جو من الحقد والكراهية بين مصر والجزائر, وعلينا من الآن فصاعدا أن نتكاتف, وتتجه أنظارنا نحو المستقبل, فما يجمع الشعبين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كثير, وما سيجمع الأجيال القادمة سيكون أكثر, لقد كانت سحابة صيف وانقشعت.