بقلم: لويس سيزار مينوتي أي لاعب يريد السيطرة علي دميته الكرة إنه سيحتاج السيطرة عليها ويحتاج للاستحواذ عليها من أجل منحها المصير الذي يريده والذي يقرره, وكانت هذه هي الطريقة التي سارت فيها الكرة بأقدام لاعبي أسبانيا وألمانيا. المنتخب الهولندي بذل جهدا لتحقيق نفس الشيء, ومنتخب أوروجواي كافح بشجاعة كالمعتاد. ورغم اختلاف الطرق التي سلكها كل فريق وجميع المحن التي شهدتها البطولة, أشعر بعميق حبي واخلاصي للعبة أن أفضل شيء حدث في بطولة كأس العالم الحالية هو المستوي الذي قدمه المنتخبان الأسباني والألماني. إذا كيف وصلت المنتخبات الأربعة إلي الدور قبل النهائي؟ كل فريق وصل بنظرياته الخاصة وبأسلوبه الخاص به, وكل هذه المنتخبات اختار طريقا مختلفا. ووصل كل من المنتخبين الاسباني والألماني إلي الدور قبل النهائي بعدما نال كل منهما هزيمة واحدة في الدور الأول( دور المجموعات) وضعت الفريقين في مواجهة الصعوبات لبعض الوقت ولكنهما عبرا الدور الأول بفضل الثقة بطريقة الأداء التي يقدمانها, كما تأهل المنتخب الهولندي إلي المربع الذهبي بعدما حافظ الفريق علي تقاليده( في الأداء الفعال والقوي), بينما تأهل منتخب أوروجواي بالكفاح. وطور المنتخب الاسباني فكرته التي تعتمد علي الاستحواذ علي الكرة وعلي ابداع لاعبيه واقناعهم, وبعد هذا السيناريو ونجاح الجهاز الفني في توظيف امكانيات لاعبيه, استمتع الفريق بعروضه ودافع عن دوره( في البطولة), كان أمرا مثيرا وحماسيا أن نشاهد فريقا يلعب من أجل الفوز ونراه في النهاية يحقق فوزا عسيرا علي متخب باراجواي الذي لعب من أجل تجنب الهزيمة, ولذلك نرحب بالمنتخب الاسباني في المربع الذهبي بسخاء هذا الفريق ونبله. وسجل المنتخب الألماني أربعة أهداف أمام الأرجنتين وفرض نشاطه الهجومي ووجد الفعالية التي يجتاجها تحت قيادة الأوكسترا باستيان شفاينشتيجر. وعلي هذا الصعيد, هناك كلمة اعتراف مني لمنتخب أوروجواي وذلك علي وضعه الحالي والظروف التي تحيطه وعلي تاريخه وعلي جهوده في البطولة حتي الآن واللاعبين الجيدين الموجودين في صفوف الفريق. المنتخب الهولندي من ناحية أخري أطاح بالمنتخب البرازيلي الذي لم تظهر فيه نقاط القوة التقليدية له, والذي كان ضحية لتأمله في المباراة, وأكد المنتخب الهولندي أن أي فريق يمكنه الفوز بغض النظر عما يرتديه من شعار وحتي باللعب بطريقة أقل مجازفة, الفريق فقط لم يستسلم والتزم بأسلوبه الخططي الذي يتسم بالتمرير الذي ينأي بنفسه عن الشك مع انتظار اله اللاعبين أصحاب المواهب مثل شنايدر وروبن لصنع الفارق في منطقة جزاء الفريق المنافس. مناسبة كأس العالم تجبرني علي أن اسأل نفسي مجددا: أين سنجد كرة القدي الأخري هذه التي يطلقون عليها اسم الحديثة بالنسبة لي أكرر, قد أموت كمصارع الثيران الذي يمارس فنه أكثر من الثور. وإلي المستخفين باللعبة الجميلة, أنصحهم بألا ينتظروا فقط هزيمة فريق يلعب جيدا, استمتعوا بذلك لوقت ما لأنه أحيانا ما يلعب فريق بشكل جيد ويخسر. ويمكننا أن نقول في كأس العالم الحالية إن الفريق الذي يلعب بأفضل شكل يمكنه أن يصبح بطلا للعالم.