كتبت:نادية يوسف: بعد حادث حريق سوق التونسي, وما أسفر عنه من مضار وخيمة, قررت النيابة العامة ومحافظة القاهرة تكوين لجنة فنية مشتركة متخصصة لفحص جسم كوبري6 أكتوبر في منطقة حريق سوق الجمعة. للوقوف علي مدي الأضرار التي لحقت بالكوبري من جراء اشتعال الحريق بالمنطقة, فجر الثلاثاء الماضي, في وقت تقوم فيه المحافظة بإخلاء المنطقة من المخلفات, وإجراء حصر شامل بالمواطنين المتضررين. يوضح الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة في البداية أن سوق الجمعة تدخل في اطار خطة المحافظة للقضاء علي الأسواق العشوائية, ونقلها الي أماكن أفضل مقننة تراعي فيها دواعي الأمن والسلامة مثل سوق البلح وسوق الغلال وسوق الليمون التي كان مرصودا لها6 ملايين جنيه لنقلها الي أطراف المدينة اذ كانت تمثل عبئا علي المنطقة وتؤثر علي السيولة المرورية خاصة يوم الجمعة( يوم إقامة السوق) علي أن تتحول الي سويقات متخصصة في نوع واحد من البضائع, وليست سوقا عشوائية تضم جميع أنواع السلع. أيضا تقضي خطة المحافظة بأن تكون السوق متكاملة الخدمات. وسيتم كذلك إخلاء المنطقة بالكامل من مخلفات الحريق وعمل حصر لكل المتضررين بحيث يعود الشيء لأصله ويتحول المكان لحرم آمن للسكة الحديد, ولن يسمح بإقامة أي سوق عشوائية مرة أخري. مكان بديل في السياق نفسه, تمت مخاطبة وزارة السكان للإسراع بتخصيص مكان بديل لإقامة سوق الجمعة. ويوضح اللواء عاطف مجاهد رئيس حي الخليفة أن شركة المقاولون العرب ستبدأ مع مجموعة كبيرة من أساتذة الجامعة بفحص جسم الكوبري بعد سقوط السيارة من فوقه واندلاع حريق هائل في المنطقة ولكن بعد أن يتم تبريد جسم الكوبري, كما سيتم فحص خط السكة الحديد الذي يستخدم من قبل القوات المسلحة والذي يبدأ من مدينة نصر وحتي وادي حوف. سيتم أيضا فحص الجزء المصاب من خط السكة الحديد مكان الحادث إذ ان النيران استمرت لمدة3 ساعات كاملة, وقد بدأ الحريق في الثالثة فجرا لذلك لم يسقط الكثير من الضحايا لأن السوق تعمل يوم الجمعة فقط, ولذلك تم استدعاء قوات الحماية المدنية التي لم تستطع دخول منطقة الحريق نظرا لوجود الزحام وتراكم البضائع والعشوائيات مما اضطرها الي اخماد الحريق من فوق الكوبري. ونظرا لأن البضائع أغلبها من البلاستيك والخشب والمواد القابلة للاشتغال فقد تم القضاء علي90% من السوق خاصة أن سرعة الرياح كانت في أعلي معدلاتها في ذلك اليوم, وهناك تلاحق شديد بين الأكشاك, مما أدي الي انتشار النيران, وهذه السوق لها طبيعة خاصة فهي تعمل يوما واحدا فقط, وهناك طاولات يتم استئجارها من المسيطرين علي السوق لبيع البضائع الرخيصة بمقابل مادي وتباع السلع من كل صنف بأسعار زهيدة مثل الأدوات المنزلية والأثاث وأجهزة الكمبيوتر وجميع أنواع التليفونات والسيراميك وألعاب الأطفال والأدوات الكهربائية والجديد والمستعمل من أطقم الحمامات والحيوانات والطيور والمأكولات, حيث يتعثر المرور يوم الجمعة في هذه المنطقة. ويوضح المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب وعضو مجلس الشوري والمشرف علي إصلاح التلف في جسم الكوبري بموقع الحادث, أن الكشف المبدئي علي جسم الكوبري من الشركة ومجموعة كبيرة من أساتذة الجامعات أوضحت ان هناك تأثرا كبيرا علي هذا الجزء نظرا لتأثر الخرسانة بالنيران وسيتم عمل الاصلاحات. والكارثة التي حدثت يضيف هي أن سيارات الحماية المدنية( المطافي) لم تجد وسيلة لدخول سوق الجمعة حتي يتم اطفاء الحريق, ولذلك تم الاطفاء من فوق جسم الكوبري مما أدي الي زيادة في ارتفاع حرارته وتأثر الخرسانة.