كشفت معاينة نيابة حوادث جنوبالقاهرة المبدئية لحريق سوق الجمعة بمنطقة التونسي بالخليفة بإشراف المستشار محمد غراب المحامي العام الأول عن وجود آثار لفرامل علي الطريق بكوبري التونسي بطول13 مترا انتهت بخروج السيارة وصعودها علي الرصيف لتصطدم بسور الكوبري الحديدي وينتج عن ذلك وقوع أحد أعمدة الإنارة, لتقفز السيارة في الهواء لمسافة12 مترا, حسبما أكد الشهود, لتسقط مشتعلة فوق سوق التونسي المليء بالأخشاب والخردة والأجهزة الكهربائية المستعملة والسيراميك والألوميتال. كما أشارت المعاينة التي أجراها محمد عبدالمنعم مدير نيابة حوادث جنوب, ووليد السنباطي مديرنيابة الخليفة إلي أن السيارة كانت في الجانب الأيسر من الطريق المتجه إلي حلوان, وأنها ملاكي ماركة كيا سيراتو, وأن السائق انحرق فجأة فوق كوبري التونسي, مما تسبب في اشتعال النيران في المنطقة الممتدة إلي نحو8 كيلومترات بالسوق كلها تقريبا, واستمر الحريق منذ الساعة2.45 بعد منتصف الليل وحتي الساعة العاشرة صباحا, وشاركت في عمليات الإطفاء74 سيارة. كشفت المعاينة عن العثور علي3 جثث متفحمة تماما داخل السيارة المتسببة في الحادث, وأكدت معاينة الطب الشرعي أن جثتين لرجلين, والأخري عجزت النيابة عن استبيان هوية صاحبها وعما إذا كان ذكرا أم أنثي. وأسفرت المعاينة أيضا عن وجود خط للسكة الحديد أسفل كوبري التونسي, فأمرت النيابة علي الفور بتشكيل لجنة مختصة لفحص خط السكة الحديد بعد الواقعة ونسبة صلاحيته بعد الحريق, خاصة أن فلنكاته من الأخشاب, كما أمرت النيابة بوقف سير القطارات عليه, وكلفت لجنة أخري هندسية من هيئة الطرق والكباري لمعاينة كوبري التونسي لبيان مدي سلامته وصلاحيته للسير من عدمها, وعما إذا كان قد تأثر من النيران التي اشتعلت تحته لمدة اقتربت من7 ساعات متواصلة. وطلبت النيابة الاستعلام من هيئة الأرصاد الجوية عن اتجاه الرياح في الفترة من3 وحتي الساعة6 صباحا لتحديد أسباب انتشار الحريق. وانتدبت الطب الشرعي لتشريح جثامين المتوفين داخل السيارة وعمل التحاليل اللازمة للكشف عن نسبة الكحول في أجساد المتوفين, وأمرت النيابة بانتداب مهندس من مرور القاهرة لرفع أرقام الشاسيه والموتور الخاصين بالسيارة المتسببة في الحادث, وتحديد مالكها وسبب حدوث الواقعة. وكانت منطقة سوق التونسي بالخليفة قد تعرضت فجر أمس لكارثة مروعة عندما اختلت عجلة قيادة سيارة ملاكي أثناء سيرها بكوبري التونسي متجهة ناحية المعادي, مما أدي لانحرافها واصطدامها بسور الكوبري لتسقط من أعلي الكوبري وينفجر تنك البنزين بداخلها لتشتعل النيران بمساحة8 آلاف متر بسوق الجمعة في العشش الموجودة أسفل الكوبري, التي تستخدم لبيع السيراميك والأدوات الصحية والموبيليا, وقد تفحمت السيارة الملاكي والأشخاص الثلاثة بداخلها, وقد وجدت الجثة الأولي بجوار السيارة, والثانية علي بعد30 مترا من السيارة, والثالثة بالمقعد الخلفي للسيارة, ولم يتم التعرف علي أي من هويات تلك الجثث. كما أصيب6 أشخاص آخرين من البائعين بالسوق بحالات اختناق أثناء محاولتهم مقاومة النيران, وتم إسعاف بعضهم من خلال سيارات الإسعاف الموجودة بموقع الحريق, بينما تم نقل آخرين لمستشفي المعادي للاطمئنان علي سلامتهم. وكانت قوات الدفاع المدني بالقاهرة والجيزة وحلوان, وكذلك القوات المسلحة قد شاركت ب74 سيارة إطفاء و4 سلالم هيدروليكية لإخماد الحريق الذي بدأ منذ الفجر واستمر لمدة سبع ساعات, حيث ساعدت حركة الرياح علي انتشار النيران بسرعة بجميع أنحاء السوق وإتلاف العشش الممتدة علي مساحة8 آلاف متر, واحتراق400 متر من المجزر الآلي الكائن بالمنطقة. من جانبه تفقد الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة, برفقة اللواءين محمد عبدالمنعم هاشم نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية, وعبدالفتاح عبدالعزيز السكرتير العام, موقع الحريق, حيث وجه تعليماته للمهندس محمود حسني مدير مديرية الطرق بتشكيل لجنة فنية لفحص جسم الكوبري وبيان مدي تأثره بالحادث والحريق الذي زسفر عن وجود كسر بأحد جوانب الكوبري, وحدوث تباعد بين فواصله, وشدد علي سرعة إيجاد طرق بديلة لكوبري التونسي الذي يعمل في اتجاهين لتحقيق سيولة مرورية, والقضاء علي أي اختناقات سببها الحادث. وأوضح اللواء محمد عبدالمنعم هاشم أنه تم إبلاغ نائب رئيس هيئة السكك الحديدية لهندسة القطارات للتنبيه بمراجعة الفلنكات وخطوط السير بالمنطقة والسكك الحديدية. وانتقل لموقع الحريق اللواءات: مساعد أول الوزير لأمن القاهرة, ومديرالإدارة العامة لمباحث المديرية, ومدير الإدارة العامة لمرور القاهرة, حيث أشرفوا علي إجراء التحويلات المرورية بمنطقة الحادث, وتعيين الخدمات والإرشادات المرورية للمواطنين, كما انتقلت لجنة فنية من الهيئة العامة للطرق والكباري بمحافظة القاهرة لمعاينة جسم الكوبري لفحص مدي تأثير الحريق علي قواعده وأساسه, وصرح اللواء سراج الدين زغلول مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة بأن التقارير المبدئية أفادت بالسماح للسيارات الملاكي والأجرة الصغيرة بالسير أعلي الكوبري علي ألا تزيد السرعة علي60 كيلومترا في الساعة, ومنع سيارات النقل بجميع أنواعها حتي يتم الانتهاء من إعداد التقارير النهائية بشأن الكوبري, في الوقت الذي تم إنشاء مطبين صناعيين في مطلع الكوبري بالاتجاهين تفاديا لتكرار الحادث.