أسجل هذه الكلمة كأحد شهود العيان الذين شاهدوا الحريق الذي تعرض له القطار التوربيني في رحلة رقم926 مساء الأحد16 مايو2010 وهو في طريقه من الإسكندرية إلي القاهرة بصفتي أحد ركاب هذا القطار, ولولا العناية الالهية فقط لكان الحادث مفجعا, وبالرغم من أمثال هذه الحوادث فإنه لايوجد أي تحسن في مرفق السكة الحديد بمصر. حدث قبل أن يقترب القطار من محطة بنها ان توقف عن الحركة ثم انطفأت أنوار القطار وأعقبه بالطبع أجهزة التكييف وبعد فترة ليست بقصيرة بدأ القطار في التحرك وعادت معه الإضاءة وأجهزة التكييف وماهي إلا لحظات قليلة حتي انطفأت الأنوار وتوقف التكييف وبدأنا نشم رائحة دخان, واذا بأحد العاملين في القطار يطلب من الناس سرعة مغادرة القطار لأنه معرض لحريق. وللحق والأمانة كان لرئيس القطار وللمفتش به دور بطولي في تهدئة روع الركاب وطلبا منهم النزول في هدوء لأن الموضوع بسيط وكانت المشكلة هي كيفية النزول ونحن في عرض الطريق والظلام يغطي المنطقة والرؤية منعدمة, وإذا بربنا يدبر للركاب شابين طويلي القامة ممتلئين من كل صحة ونشاط وشجاعة وإقدام, فلقد وقفا أسفل سلم العربة وطلبا من الركاب الجلوس علي أرض العربة وقاما بحملهم من أرجلهم وأيديهم إلي الأرض بعد أن نزلنا إلي الأرض, ونظرنا خلفنا شاهدنا المنظر المؤلم الذي يتعرض له القطار التوربيني. وهنا لنا بعض الاستفسارات: كيف لاتكون هناك سلالم طواريء لأمثال هذه الحوادث ليتمكن الركاب من مغادرة عربات القطار في هدوء؟ أين الاسعافات الأولية لمعالجة حالات الاختناق التي تحدث وأين المدربون علي الاسعافات الأولية؟ أيضا في جميع انحاء العالم يوجد بالقطار بابان بكل جهة وفي أحيان أخري توجد ثلاثة أبواب بينما في القطارات المصرية يوجد باب واحد فقط في كل جهة!! وكيف يعقل ان يتم صرف ملايين وربما مليارات من الجنيهات علي زخرفة وتجميل محطتي سكك الحديد بالقاهرة وسيدي جابر وانشاء محلات للبيع والعرض بينما البنية الأساسية تحتاج لكل مليم لتحسين الخدمة!! كيف يعقل أن تكون نتيجة التحقيقات معاقبة صغار الموظفين بينما المسئولون الكبار أبرياء من أمثال هذه الجرائم؟. د مينا بديع عبدالملك رئيس قسم الرياضيات بهندسة الإسكندرية