يمثل كتاب' المرأة من السياسة إلي الرئاسة' موضوع العرض تسليطا للضوء علي تطور دور المرأة في الحياة السياسية وحسب رؤية مؤلف الكتاب محمد عبد المجيد الفقي, فإنه لم يدر في خلد أحد ممن دعوا إلي حصول المرأة علي حقوقها السياسية أن الطريق ستطول وستكثر فيها العقبات وأن بعض هذه العقبات سيفرض العودة إلي الوراء. فهناك اعتقاد في أغلب المجتمعات العربية بوجود تعارض بين الدين ووجود المرأة علي الساحة السياسية, أو حتي علي مستوي العمل.,ويدور النقاش حول المرأة والسياسة, انطلاقا من مقولات معظمها دينية, بغض النظر عن مدي إدراك المشاركين في هذا النقاش لها أو لدلالتها, أو إدراكهم أنها قد ترتبط بتقاليد اجتماعية وليس بثوابت دينية. وتشتد سخونة هذا النقاش عندما تصل إلي رئاسة الدولة, وحق المرأة في تولي هذا الموقع من عدمه. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب, الذي يقدم مؤلفه الأستاذ محمد عبد المجيد الفقي, دراسة فقهية مقارنة يعرض فيها مواقف المؤيدين والمعارضين للدور السياسي للمرأة في الفكر الاسلامي بأسلوب سهل للقارئ. وتتسم الدراسة بموضوعية, ساعد المؤلف عليها إلمامه الواسع بموضوعه وتمكنه منه وأمانته في عرض وجهتي النظر المتعارضتين. ويتضمن الكتاب مقدمة وثمانية فصول نقدم هنا موجزا لها, يبدأ بعرض تاريخي لدور المرأة السياسي ومن خلال فصول الكتاب يلقي المؤلف الضوء علي أربع قضايا رئيسية مازالت تثير جدلا وهي: تولي المرأة القضاء, تصويت المرأة في الانتخابات, ترشيح المرأة لعضوية المجالس النيابية, تولي المرأة منصبا وزاريا, تولي المرأة رئاسة الدولة,وقضية الإمامة العظمي. ويتضمن الكتاب فصولا عن صور تاريخية لدور المرأة السياسي في صدر الإسلام, فقد تناول بالتفصيل المرأة مستخلفة في الأرض مثلها مثل الرجل والفروق البيولوجية لم تمنع المرأة من الجهاد السياسي و المرأة تناظر النبي( صلي الله عليه وسلم) سياسيا وبيعة النساء للحاكم: اختيارية أم وجوبيه ويشير الكتاب الي اسباب اختفاء المرأة عند مبايعة الخلفاء الراشدين ويري المؤلف ان خلاصة القول: إن غياب المرأة لم يكن أصلا شرعيا يعمل به ولا سنة راشدة تجب متابعتها, وليس له دلالة علي الرجوع عما كانت عليه مبايعات النساء للنبي, وليس فيه معني إهمال النساء لأمر الخلافة وشأنه ما قدمنا. وادعاء أن الذكورة شرط يجب توافره فيمن يختارون الإمام غير صحيح بالمرة ولا دليل عليه من كتاب ولا سنة. ويبرز الكتاب دور المرأة في التنشئة السياسية, مشيرا الي قول الشعبي: ان امرأة دفعت إلي ابنها يوم أحد السيف فلم يطق حمله, فشدته علي ساعده بتسعة, ثم أتت به النبي فقالت: يا رسول الله, هذا ابني يقاتل عنك, فقال النبي:( أي بني احمل هاهنا, أي بني احمل هاهنا), فأصابته جراحه فأتي به النبي فقال:( أي بني لعلك جزعت) قال: لا يا رسول الله. الكتاب تقديم د. وحيد عبد المجيد ويصدر عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع.