الفرنسيون يعشقون المسلسلات السياسية فما إن تنتهي السنة السياسية الثقيلة حتي ينشغلوا بحكايات وجدل لتسلية عطلتهم سيما بعد عناء سنة الازمة الاقتصادية الشاقة, فالعارض الصحي الذي تعرض له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال الصيف مازالت تردده الالسنة حتي اليوم حيث لامت الاوساط السياسية والشعبية زوجته المطربة الايطالية الحسناء كارلا بروني علي كونها السبب في اجهاد الرئيس لكونها تزوجته وهو رئيس للجمهورية ولم تنتبه لحجم مسئولياته, كما أتت له بطبيبه فائقة الجمال والتي وضعت له برنامجا قاسيا لإنقاص وزنه مما اضعفه واستاءت كارلا كثيرا من تلميحات الصحف الفرنسية والبريطانية وماقرأته بين الاسطر, كما تناول الفرنسيون انباء تلقيه تهديدات ارهابية بالاغتيال. والمراقب للشأن الفرنسي لابد ان يلاحظ طيلة العشرين عاما الماضية ان الفرنسيين يبالغون بشدة في البحث عن صحة الرؤساء اكثر من بقية الشعوب وكانهم مصابون بعقدة الصحة وقد بحثت في تاريخ رؤسائهم للتعرف علي نفسية هذا الشعب فوجدت انهم محقون, بغض النظر علي كون صحة رئيس الجمهورية لها تأثيرات كبيرة علي مجمل المصير السياسي للبلاد. وفي الوقت الذي تتكتم فيه السلطات الفرنسية علي الحقائق فإن الولاياتالمتحدة, تعتبر الكشف عن مرض الرؤساء امرا اجباريا. ولهذا تعهد الرئيس ساركوزي بنشر تقارير دورية عن حالته الصحية علي الطريقة الامريكية وبعد خمسة أيام علي تسلمه مفاتيح الاليزيه في16 مايو2007 نشرت الرئاسة تقريرا موجزا عن الحالة الصحية للرئيس اكدت انه اهل لممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية, ولكن الفرنسيين اصطدموا بكتاب نشر في يناير2008 يفيد بأنه خضع قبل شهرين ونصف لجراحة بسيطة في الحلق, بقيت طي الكتمان, ولاحقا اكد الاليزيه ان الرئيس دخل المستشفي لفترة بسيطة لعلاجه من خناق صدري, ولم ينشر الاليزيه في2008 اي تقرير عن الحالة الصحية للرئيس بعدما كان قد نشر في يوليو الماضي تقريرا اكد فيه انه خضع لفحوصات شملت القلب والشرايين والتي جاءت نتائجها طبيعية. لايزال الفرنسيون يتذكرون تكتم السلطات علي مرض الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران, حيث كان قد اصيب بمرض السرطان بعد وقت قصير من انتخابه رئيسا عام1981 ولكن هذه المعلومة ظلت طي الكتمان ولم يتم الكشف عنها الا في عام1992 ويأخذ الشعب علي الرئيس ميتران كذبه علي الفرنسيين طيلة اثني عشر عاما حول طبيعة صحته, هو أنه كان مصابا بسرطان البروستاتا منذ انتخابه المرة الاولي عام1981 وخلال ثلاث عشر عاما خرجت البيانات الرسمية حول صحة الرئيس ميتران بأنه بصحة جيدة وفي عام1920 شهدت فرنسا حادثة لرئيس فرنسا بول ديشانل رئيس الجمهورية الذي فقد عقله بعد4 اشهر علي انتخابه حيث فاجأ احد عمال السكك الحديدية وهو يرتدي بيجامة وحافي القدمين ويحاول السير علي القضبان والطريف انه قال للموظف سوف تندهش ياصديقي ولكني رئيس الجمهورية وبعدما رجع للقصر بأسبوع اكتشف حراسه انه يستحم في احد القصور شبه عار في احدي الغرف, فأودعوه مستشفي المجانين واجبروه علي الاستقالة لكنه توفي بعد عامين.