الاعتداء الاسرائيلي الغاشم ضد قافلة الاغاثة الدولية الحرية والذي أدانه مجلس الامن خلال الايام القليلة الماضية وقتل حوالي15 شخصا واصيب50 آخرون يدعونا لفتح ملف المساعدات الاقتصادية التي تقدمها الدول الاوروبية والعربية ومن ضمنها مصر للشعب الفلسطيني كما نطرح تساؤلا حول التأثير الاقتصادي لفتح ابها المصرية امام الفلسطينية ودور رجال الاعمال العرب في المساعدات الاقتصادية. أمين عام اتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي يقول ان الاتحاد الاوروبي يعد اكبر مانح للشعب الفلسطيني حيث خصص خلال السنوات العشر نحو3.4 مليار يورو من عام2000 وحتي عام2009 أي أكثر مما يقدمه الاتحاد الأوروبي لمصر حيث خصص2.3 مليار خلال18 عاما منذ عام1996 وحتي عام2013. وبالنسبة للمساعدات الاقتصادية العربية فقد أوصت قمة الكويت في يناير2009 بمساعدات يبلغ قدرها2 مليار دولار للشعب الفلسطيني الا ان الجانب الفلسطيني ولم يستفد من هذا المبلغ حتي الآن بسبب الصراع الفلسطيني الفلسطيني والانقسام الداخلي فمثلا حتي الآن لايوجد رقم حساب معترف به رسميا او جهة متلقية للأموال معترف بها, فالحكومة الفلسطينية حتي الآن يطلق عليها الحكومة المقالة وحتي بين حماس وفتح. وعن نوعية المساعدات يقول السفير جمال بيومي الذي تولي منصب مدير ادارة اسرائيل بوزارة الخارجية المصرية عامي94 و95 ان الاتحاد الاوروبي يخصص مساعدات مباشرة للمدارس وانشاء المستشفيات الا ان التدمير الاسرائيلي المستمر لايجعل الفلسطينيين يستفيدون استفادة كاملة من المساعدات خلال قوافل الإغاثة الغذائية والعلاجية التي ترسلها مصر والدول العربية. وأوضح امين عام اتحاد المستثمرين العرب ان الاقتصاد الفلسطيني اسير للاحتلال الاسرائيلي حيث ان دول فلسطين تستورد بقيمة رد أكثر من4 مليارات دولار تحتكر اسرائيل منها نحو80% يدخل في الاقتصاد الاسرائيلي, حيث تتبع اسرائيل سياسة الخنق حتي القتل, مشيرا الي انه لايمكن لدولة فلسطين ان تستورد جميع احتياجاتها من الخارج, لأنه وفق لاتفاق باريس الإسرائيلي الفلسطيني فإنه يتم تحديد حصص الاستيراد من الخارج فمثلا اسرائيل تحدد حصة الحديد المستورد من مصر الي فلسطين بحصة6500 طن سنويا بينما تحتاج الاراضي الفلسطينيية أكثر من250 الف طن في العام خاصة بعد الدمار الذي يحل بالدولة. واضاف ان بالرغم من الحصار الاسرائيل الا ان التعليم مستمر حيث سجلت فلسطين من اعلي الدول التي تستخدم الانترنت كوسيلة للتعليم. وعن الاثار الاقتصادية لفتح المعابر المصرية يقول السفير جمال بيومي ان هناك ثلاثة معابر: رفح في الشمال وطابا في الجنوب والعوجة في محور الوسط, ومن المفترض أن معبر العوجة هو المخصص لتصدير البضائع ودعم مشكلته انه يمر علي الاراضي الاسرائيلية وبهذا تخضع البضائع للاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي الذي يحدد كم ونوع البضائع تستوردها اسرائيل. ويري ان عملية فتح المعابر لاتؤثر بالسلب علي الاقتصاد المصري بل تؤدي الي زيادة الصادرات الا أن ذلك يكون في مصلحة الاقتصاد المصري في الظروف الطبيعية, كما انها تعد خطوة كريمة وتضحية كبيرة في غياب سلطة معترف بها من الجانب الفلسطيني, مشيرا الي انه كانت هناك رقابة اوروبية علي معبر رفح الا انها انسحبت منذ استيلاء حماس علي المعبر, فاصبح المعبر بلا رقابة, مؤكدا انه اذا اعدنا رفح الي وضعها وقت الرئيس الراحل ياسر عرفات كنا دائما نشجع فتح المعابر. واوضح ان دور اتحاد المستثمرين العرب ورجال الاعمال مقيد بالظروف الداخلية لدولة فلسطين والاقتصاد الداخلي وعدم الثقة في الاستثمار الا انه هناك عشرات المشروعات التي يفكر فيها المستثمرون العرب للنهوض بفلسطين.