كان بيني وبين رقم سيارتي عشرة وتواصل لمدة تجاوزت عشرين عاما, وظل هذا الرقم متلازما ومتواصلا معي ودليل الناس علي وجودي في المنزل أو في العمل أو في أي مكان عام. فجأة علي غرار الحبكة السينمائية أو المسرحية حدث موقف مفاجئ ومثير ولزم أن اتسلم هذه اللوحات التاريخية وأحصل علي أخري جديدة وحديثة وملونة ويبدو أنها فرعونية هيروغليفية إذ إنها مكتوبة بالأرقام والحروف ولا ينقصها سوي بعض الرسومات الفرعونية للطيور لكي تكون نسخة محدثة من حجر رشيد مملوءة بالإوز والأرانب!. ولقد حكي لي صديق مسكين علي المستوي الصحي ولا يقود سيارته في الواقع إلا في المناسبات أنه ذهب للتجديد وتسليم اللوحات القديمة وتسلم اللوحات الحديثة فاكتشف الرجل أن لوحاته عليها مخالفات مرورية تتجاوز قيمتها خمس أرقام فأسقط في يده! بل وفي رجله وفي قلبه كمان!. إذ قرأ بأم عينه أنه في يوم كذا من شهر كذا من عام كذا سار في عكس الاتجاه ودون ربط الحزام وتكلم في المحمول وأعاق المرور. أربع مخالفات جسيمة فعلها صديقي الضعيف النحيل والذي لا يقود سيارته إلا نادرا, وفعلها كلها في وقت واحد والمصيبة السوداء أنه كررها أكثر من مرة في عام واحد. الصديق يقسم علي الإنكار وأنا أصدقه! لكنني أتساءل عن المستقبل الزاهر وعن كيفية قراءة اللوحات الجديدة التي تمتلئ بالحروف والألغاز ومعظم حروفها متشابهة ولا تختلف سوي في النقاط كالعين والغين والفاء والكاف والجيم والحاء والخاء, أو كالطاء بدون نقطة والظاء بنقطة. والسؤال هو: هل يستطيع رجال المرور قراءة هذه الرموز المستعصية؟ وهل أخذوا كورسا في اللغة الهيروغليفية؟!. وما هو الدليل علي أن صديقي فان دام أو باتمان لن يتعرض للظلم البين مرة أخري؟!. د. محمد نصر المسيري