يخطيء من يظن أن شباب الغرب لديه وقت ضائع أو أنه يقضي وقته في تبادل نغمات الموبايل أو التسكع أو الجلوس علي المقاهي أو المحادثات التافهة فيما لا ينفع.. وقد قدر لي أن أعمل في بريطانيا عدة سنوات وأن أري كيف لا يضيع أي شاب أو فتاة في جميع الأعمار ومختلف الطبقات أي وقت دون القراءة في كتاب.. والناظر الي هذا النهم للقراءة والثقافة يجد ذلك في وسائل المواصلات من طائرات ومترو ووسائل نقل أخري.. حيث تجد الكتاب قصة كانت أو بحثا ما في اليد حتي ولو كانت المسافة قصيرة.. فقراءة عدة صفحات في رحلة الذهاب والإياب تعطي علي مدي الشهر ثم السنة حصيلة هائلة من الثقافة تنعكس علي شعب بأكمله في النهاية. ولننظر الي شبابنا ومرتادي المواصلات العامة لدينا فإما واضع سماعات الموبايل للاستماع الي الأغاني الهابطة أو متبادل إياها مع آخرين.. أو مشوش علي آخرين بأحاديث تافه, أو في أحسن الأحوال نائم.. ولنبدأ في اسداء النصح بأن نجعل هناك هدفا أمام أعيننا لكيلا يضيع الوقت سدي. ملصقات داخل المترو تحث علي القراءة.. وماذا قرأت اليوم توفير كتب صغيرة زهيدة الثمن داخل مكتبات وأرصفة المترو لا يتعدي حجمها عدة صفحات سهلة القراءة وخفيفة الحمل مثل تجزئة كتاب ما وليكن علي سبيل المثال أدب الرحلات لأنيس منصور, أو طبعات شعبية خفيفة لكتب يوسف معاطي أو مجموعات قصصية قصيرة وما أكثرها.. وهكذا.. ولنطلق علي تلك المجموعات كتاب المترو.. علي ألا يتعدي ثمنها جنيها واحدا قد لا نربح الآن.. ولكن سوف نربح تعويد الشباب علي الكتاب والقراءة ومن لم يرد ذلك فعليه مراجعة محاضرة قد أخذها لتوه في كليته.. أو مدرسته فما أكثر الوقت الضائع في المواصلات العامة وما أحوجنا لهذا الوقت.. فهل من كاتب متبرع بأجره عن ذلك وهل من ناشر يكون سببا في تغيير شعب بأكمله. د.محمد يسري الفرشوطي