لم تكن الزيارة الأولي للمملكة المغربية لكنها كانت تختلف اختلافا كبيرا عما قبل في الحفاوة والترحيب منذ هبوطي في مطار محمد الخامس بعد5 ساعات هي زمن الرحلة من القاهرة الي الدارالبيضاء أو كازبلانكا. ولقد كان حضور فعاليات الملتقي الدولي الثاني للاستثمار الخليجي العربي بالرباط عاصمة المملكة المغربية هو سبب الزيارة, حيث انطلقت أعمال الملتقي تحت رعاية الملك محمد السادس بقصر المؤتمرات الدولي. وفي مبادرة من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ووكالة الخليج العربي للاعلام والاتصال تم بحث آفاق الاستثمار في المملكة المغربية بمشاركة الهيئات الاقتصادية والاستثمارية وخبراء وأكاديمية وباحثين من كافة الدول الغربية لإلقاء الاضواء علي تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وانعكاساتها علي اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية, ولقد افتتح أعمال الملتقي الذي استمر علي مدي يومين الدكتور محمد إبراهيم التويجري مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية. كما قدم الدكتور محمد بن يوسف الأمين العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين عرضا مفصلا حول دور الاستثمار في القطاع الصناعي للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. ومن ناحية أخري يعد المغرب من الدول العربية التي تعتمد في اقتصادها علي الاقتصاد الحر وعلي العمل المستمر في إبرام اتفاقيات التبادل الحر مع العديد من الدول مثل مصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا والأردن وتونس والامارات مما يؤهله لجلب استثمارات للتصدير لسوق تقدر بمليار نسمة ويساعده علي ذلك موقعه الاستراتيجي, ويقدر الناتج المحلي الإجمالي في المغرب ب61.3 مليار دولار أي بمعدل2000 دولار للفرد أما الناتج القومي الإجمالي فيقدر ب162 مليار دولار أي بمعدل5.249 دولار للفرد حسب آخر الاحصائيات, وتوجد ثروات وموارد معدنية بالمغرب, حيث ان المغرب ثاني أكبر منتج للفوسفات في العالم وأول مصدر له, كما تعد مصادر الطاقة في المغرب محدودة, حيث ان انتاج البلاد من الغاز الطبيعي يغطي أقل من20% من الاحتياجات أما في الموارد الزراعية فتقدر المساحة الصالحة للزراعة بنحو95.000 كيلو متر مربع أي ما يعادل3.11 مساحة بلجيكا ويعتبر المغرب ثاني مصدر للموالح في العالم وسابع منتج لزيت الزيتون كما يعتبر من أكبر المنتجين للأسماك في العالم كما يساهم القطاع الصناعي المغربي بنحو28% من الناتج المحلي الإجمالي ويشهد هذا القطاع تطورا كبيرا بسبب الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع الدول والشركات العالمية وتعتبر الصناعات المغربية متطورة الي حد ما ومتنوعة بحيث تتواجد صناعات غذائية وكيميائية متطورة. أما القطاع السياحي فيحتل الريادة, حيث جلب حوالي59 مليار درهم اي8.16 مليار دولار بمعدل7.5 مليون سائح حسب احصائيات2008 بزيادة قيمتها13% عن العام2007 وتعتبر مراكشالمدينة السياحية الأولي تليها مدينة أغادير ثم طنجة والدارالبيضاء وغيرها.. ويعتبر المغرب عضوا بالمجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للسياحة.. لذلك فإن المغرب يخطو خطوات سديدة وواعدة نحو التنمية الاقتصادية وفتح آفاق للاستثمار في كافة المجالات.