من الكهوف الوعرة المحيطة بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد إلي المنازل الأنيقة في الولاياتالأمريكية الغنية نيوجرسي وواشنطن, امتدت حملة اعتقالات واسعة النطاق لرصد المشتبه في تورطهم في محاولة تفجير سيارة ملغومة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك. ولكن هذه الاعتقالات لم تنجح في تهدئة الهوس الذي أصاب الأمريكيين وأجهزتهم الأمنية التي أعلنت رفع حالة التأهب ثلاث مرات في ثلاث ولايات مختلفة هي نيويورك, وويسكنسون, وواشنطن خلال الساعات القليلة الماضية بسبب سيارات وحقائب مشبوهة ليتضح أن الأمر لا علاقة له بالإرهاب. وعلي صعيد الاعتقالات التي جرت خلال الساعات الماضية علي خلفية هجوم نيويورك الفاشل, كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية النقاب عن أن باكستان اعتقلت شخصا يشتبه بصلته بعضو في حركة طالبان باكستان الذي قال إنه ساعد فيصل شاه زاد المتهم الرئيسي في هجوم تايمز سكوير. وقدم المشتبه به خيطا مستقلا من الأدلة علي أن حركة طالبان الباكستانية كانت وراء الهجوم الفاشل في الأول من مايو الجاري. وبينما قامت السلطات الباكستاني بدورها لحماية الأمن الأمريكي, أعلن وزير العدل الأمريكي إريك هولدر أن الأشخاص الثلاثة الذين اعتقلوا أمس الأول في الولايات الثلاثة نيويورك وماساتشوسيتس وببنسلفينيا كانوا علي علاقة بفيصل شاه زاد. وأوضح وزير العدل الأمريكي هولدر أمس أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد طبيعة علاقة هؤلاء المعتقلين مع شاه زاد. وقال إن ما يربط هؤلاء المعتقلين بالقضية هو أنهم تولوا عملية التمويل, مشيرا إلي أن السلطات تحقق في طبيعة التحويلات المالية التي وصلت المتهم. وأعلنت شرطة نيويورك أمس أن السيارة المشبوهة التي عثر عليها فجر أمس في منطقة إيرفينج بليس والتي تسببت بإخلاء المنطقة من السكان, نظيفة وغير مفخخة, وبعد ساعات من هذا الإعلان, بدأت السلطات في ولاية ويسكنسون في فحص شاحنة في منطقة ريفية, وأوقفت حركة المرور في الشارع وقامت بإخلاء السكان من المنطقة المجاورة. وتوجه فريق لتفكيك القنابل إلي الشارع السريع في منطقة مونرو كاونتي, بعد أن أوقفت الشرطة الشاحنة إثر ملاحقة الشاحنة ومطاردتها لنحو نصف ساعة. وقالت الشرطة إن الرجل كان ينقل في سيارته مشروبات للطاقة وكان يقود سيارته بطريقة مريبة رغم أنه لم يتجاوز السرعة المحددة. وتم اعتقال الرجل بعد أن استعانت الشرطة بكلاب متخصصة في فحص المتفجرات. وكذلك توجهت عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالية إلي مسرح الحادثة, رغم عدم وجود شبهة إرهاب وراء ذلك. وفي وقت لاحق, قامت السلطات الأمريكية بإخلاء أحد المطارات الكبري في ولاية واشنطن, بعد العثور علي حقيبة مشبوهة, حسبما أكدت إدارة سلامة النقل, دون أن يتضح علي الفور مصدر الحقيبة. وقالت الإدارة الأمريكية إن الحقيبة عثر عليها في غرفة نقل الحقائب بمطار سياتل تاكوما الدولي, وعلي الفور أمرت سلطات المطار بإخلاء المنطقة المحيطة بالغرفة كإجراء احترازي. في هذه الأثناء, ذكر خبير في شئون الإرهاب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي من المقرر أن يزور اندونيسيا في يونيو المقبل كان من الأهداف المحتملة لمتشددين اندونيسيين ألقي القبض عليهم في عمليات شنتها الشرطة خلال الأسابيع الماضية. وقال مارديجو ووي براسانتيو المقرب من تحقيق الشرطة إن وثائق وكتبا عثر عليها خلال العمليات أشارت إلي أن المتشددين خططوا لمهاجمة أوباما ربما خلال زيارته لاندونيسيا من خلال استخدام قناصة لمهاجمة موكب الرئيس الأمريكي خلال الزيارة.