أزمة جديدة تتعرض لها صناعة الدواجن في مصر بسبب هجوم الدواجن المستوردة من بعض الدول والتي تباع بسعر منخفض تماما من أسعار الانتاج المحلي مما يهدد استثمارات بالمليارات. تتمثل في مزارع الدواجن وتهدد الآلاف من العاملين فيها بالبطالة في حالة تصفية هذه الاستثمارات. واذا كان تحقيق توازن في الإسعار أمرا مطلوبا لمنع احتكار السوق المصرية ولكن تهديد الصناعة الوطنية خط أحمر اللواء عبدالغفار يوسف المدير التنفيذي لبورصة الدواجن الرئيسية يقول ان هناك دواجن مستوردة تأتي لنا من سلطنة عمان والسعودية وهذه الدول لا تدفع جمارك بموجب أي إتفاقية بينها وبين مصر تفيد بأن التبادل الجمركي بيننا صفر كما أن دعم الصناعة بها من بلادها يصل إلي40% وبالتالي فإنها تأتي وتباع بأسعار زهيدة. ولكن الكارثة الأكبر أن هذا الدجاج المستورد يدخل90% من مجازر مصر ويعاد تكييسه وتعبئته ويتم بيعه علي أنه دجاج محلي فإذا كان يباع المستورد في المجمعات ب10 جنيهات فيباع ب16 جنيها للكيلو علي اعتباره بلدي.. وكل هذا يشكل خطورة علي الصناعة المحلية حيث أصبح هناك نوع من الإغراق للدواجن المستوردة مما يؤثر علي هامش ربح التاجر وهذا يثير القلق لدي المنتجين ويجعلهم يقللون نسبة الإنتاج بشكل تدريجي. ويوضح الرئيس التنفيذي لبورصة الدواجن بشكل عام أن هناك حلا وسطا نستطيع به احترام اتفاقنا مع هذه الدول وفي نفس الوقت نحافظ علي الصناعة الوطنية ويأتي هذا عن طريق فرض رسوم استيرادية30% بالإضافة إلي حجم الدعم الذي تقدمه الدول المصدرة إلي إنتاجها ويدفعه المستورد ويوجه العائد لصالح صندوق وزارة الزراعة أو بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن وبذلك نقلل حجم الاستيراد وكذلك الفجوة بين سعر المستورد والمحلي وهذا أيضا لمصلحة المستهلك والذي يهمنا بالدرجة الأولي وخير دليل علي ذلك أننا استطعنا تثبيت سعر الدواجن وقت أزمة اللحوم رغم أنه كان من الممكن إرتفاع أسعارها بالتبعية لسعر اللحوم. ويوضح أن حجم إنتاج الدواجن في مصر ارتفع من مليون و800 ألف إلي مليون و900 ألف دجاجة يوميا وهذا يكفي حاجتنا من الإنتاج المحلي دون حاجة للإستيراد خاصة أنه غير مسموح لنا بالتصدير حيث تم وضعنا علي خريطة الدول الموبوءة بأنفلونزا الطيور ولن نستطيع التصدير إلا بانتهاء هذا الوباء من مصر وازالة اسمها من الخريطة العالمية للدول الموبوءة. ويوضح الدكتور محمد الشافعي نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن: رغم كون الدواجن المستوردة تأتي بمعايير ومواصفات محددة ولها أسعارها المعلنة إلا أنها تهدد صناعة الدواجن بشكل عام حيث أن لدينا صناعة جيدة رغم ما حدث لها من وعكة من جراء أزمة إنفلونزا الطيور فهذا المجال يقدم24 مليار جنيه استثمارات تمت زيادتها4 مليارات جنيه فقط خلال الأعوام الثلاث الأخيرة. ويضيف الشافعي أن أهم مميزات صناعة الدواجن حاجتها لأيد عاملة كثيرة فحجم العماة التي تعمل في الأماكن المباشرة للصناعة مثل أماكن التفريخ والمجازر والمزارع يصل لمليون ونصف المليون من العمال بخلاف نصف مليون عامل آخرين علي الأقل يعملون بشكل غير مباشر في هذه الصناعة من سيارات لنقل الأعلاف والخامات وصانعي كراتين البيض والمجزئات وناقلي السماد البلدي أي أن حجم العمالة في هذا المجال مسئولون عن2 مليون أسرة وهو ما يمثل7% من تعداد السكان المصريين وإذا تعرضت هذه الصناعة لخسائر فسيتم تسريح العمالة وتصفية الاستثمارات الضخمة تدريجيا وسيصبح هذا المستورد محتكرا ويمكنه حينها مضاعفة اسعار الدجاج المستورد ولأن هناك إتفاقية الوحدة الإقتصادية بين الدول العربية فهناك بعض الدول لا تدفع جمارك بالإضافة لدعم دولتها لهذه الصناعة فرغم أن بعض هذه الدول مستورد ة لأكثر من80% من إستهلاكها المحلي إلا أن هذه التسهيلات تجعلها تصدر لنا الدواجن لأن سعر العلف مدعوم بنقود لا ترد بالإضافة إلي القروض التي تقدم لهم من بلادهم بدون أي فوائد.. مما يجعل المنافسة صعبة ويجعل انهيار الصناعة أمرا واردا.. وأوضح الشافعي أن صناعة الدواجن المصرية في الداخل تخضع لرقابة شديدة من جهات متعددة تتبع الزراعة والصحة والبيئة والمحليات مما يجعل المستهلك مطمئنا لأن المنتج يمر بعدد كبير من مراحل المتابعة. وأشار الشافعي إلي أنه في خلال أشهر قليلة وتحديدا بعد شهر يونيو ستنخفض أسعار الدواجن بنسبة تزيد علي10% حيث ستبدأ غزارة الإنتاج لأن الإنتاج هذا العام وصل إلي650 مليون دجاجة في حين أنه قبل إنفلونزا الطيور كان تعدي ال850 مليون دجاجة سنويا ونحمد الله أنه بدأ الآن يتجه للزيادة. ويوضح الشافعي أن هناك مزارع كانت تحقق خسائر في معظم أيام السنة وتضطر للبيع بأقل من سعر التكلفة إلا أن بقلة المعروض وزيادة الطلب أدت لأرتفاع هامش الربح والذي يعد محدودا جدا في ظل الظروف التي تمر بها هذه الصناعة. ويقول المهندس أنور العبد عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجبي الدواجن أن معظم الدجاج التي تأتي إلينا مستوردة من البرازيل وهذا ما يجعلنا ننظر للفارق بين المستورد والمحلي فالمستورد غير مضمون لأننا لا نعلم طريقة الذبح إذا كانت طبقا للشريعة الإسلامية أم لا كذلك لا نعرف طريقة تغذيتها أو المواد التي تربي عليها إلي جانب أن المستورد قد يتعرض للتلف أثناء الشحن والنقل حيث تنقل في ثلاجات والتي يتسبب توقفها لبعض الوقت في إصابة هذا الدجاج بالبكتيريا المختلفة وهذا طبعا يقلل جودتها مقارنة بالمحلي ورغم ذلك فنحن نستورد من2 الي3 الاف طن شهريا وهذا يؤثر بشكل كبير علي الصناعة الوطنية لان سعر البيع للمستورد اقل من تكلفة الانتاج المحلي لذلك تصبح المنافسة هنا غير عادلة لان البرازيل مثلا تنتج فول الصويا والذرة في حين اننا نستورده بالاضافة الي استيرادنا لكل خامات العلف الأخري. وكذلك الفيتامينات والاملاح المعدنية الي جانب أعبائها الاضافية وكذلك الضرائب والجمارك علي كل مستلزمات الانتاج والسلع الرأسمالية حيث ان70% من تكلفة الدجاجة اعلاف والتي نستورد كل مكوناتها من الخارج وباقي التكلفة مصاريف تشغيل وغيرها ونحن نحتاج مزيدا من التشجيع والدعم من الجهات المختصة لان نسبة العمالة في هذه الصناعة2 مليون ونصف المليون من الافراد بخلاف العمالة غير المباشرة.