علي الرغم من التأييد السياسي والدبلوماسي والعسكري الذي قدمه الرئيس الامريكي باراك اوباما لاسرائيل خلال ولايته الاولي, الامر الذي جعل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يقول ان اوباما هو اكثر الرؤساء الامريكيين دعما لاسرائيل, علي الرغم من هذا فان عددا من المراقبين يعتقدون ان اوباما لن ينسي, وربما لن يغفر, لرئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو انه هو الذي تحداه حول قضية المستوطنات الاسرائيلية واحبط مبادرته التي بدأ بها ولايته الاولي حول مفهوم الدولتين وانشاء دولة فلسطينية تعيش جنبا الي جنب مع اسرائيل. وينعكس هذا فيما نسبه الصحفي جيفري جولد برج للرئيس اوباما من قوله ان اسرائيل لا تعرف ما هي افضل مصالحها.. وقبل ايام الانتخابات الاسرائيلية قال اوباما إن المواطنين الإسرائيليين وحدهم الذين يقررون من يمثلون بإخلاص المصالح الحيوية لإسرائيل. ومع اقتراب ولاية اوباما الأولي من نهايتها وحين بدا المحللون يرصدون ويقيمون اداء السياسة الخارجية لاوباما, اعتبروا ان فشله في تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل, من اكبر اخفاقاته. كذلك مع تولي اوباما ولايته الثانية كان من اكثر التساؤلات عما اذا كان اوباما وهو يحاول ان يخلف ميراثا يذكره له التاريخ, سوف يحاول, بين قضايا ومواقف اخري, ان يعيد محاولته لبناء سلام بين الفلسطينيين واسرائيل. فيما هي الاعتبارات التي يعتمد عليها في توقع ان يعيد اوباما المحاولة التي بدأها من بداية ولايته الاولي في تحقيق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين, تتصور انه في تقدير هذا التوقع: أولا إن اوباما في ولايته الثانية, وحيث لن يتطلع الي ولايه ثالثه, سوف يتحرر من قيود السياسة الداخلية الامريكية وبوجه خاص جماعات اللوبي اليهودي. كما ان نفس هذه الجماعات ظهر منها اتجاهات لا تؤيد سياسات بنيامين نيتانياهو المتشددة والمقوضة لمفهوم الدولتين. ثانيا الصعود غير المتوقع لتيار الوسط الإسرائيلي بقيادةyairdlapid الذي نال19 مقعدا في الكنيست المنتخب, ويري المتخصصون في السياسات الاسرائيلية, ان خروج نيتانياهو ضعيفا مع ائتلاف يضم تيار الوسط هو افضل ما كان يراهن عليه اوباما, فتيار الوسط وزعيمه معروف عنه انه يفضل الانفاق علي إيجاد الوظائف والاسكان اكثر من الانفاق علي بناء المستوطنات التي كانت تمثل اكبر مصدر للتوتر بين اوباما ونيتانياهو هذا فضلا عن انه, رغم تشككه في الفلسطينيين, الا انه يؤيد حل الدولتين وتجديد مفاوضات السلام. ثالثا ان الدور الذي قام به الرئيس المصري, المتفق أيديولوجيا مع حركة حماس, من تحقيق الهدنة بين الحركة واسرائيل, انما يشجع علي ان يقوم بدور اوسع في تنشيط المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. أضف الي ذلك ان وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين, جون كيري, وتشاك هيجل, معروف عنهما التوازن, وعدم تأييد سياسات اسرائيل التوسعية والاستيطانية, الخاصة الامريكية وانتقاد تأثيرات اللوبي اليهودي علي السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وإدراكهما تأثير القضية الفلسطينية علي السياسة الامريكية في العالمين العربي والإسلامي. رابعا في النصائح التي وجهها معهد بروكنجز للرئيس المنتخب, قال الخبيران مارتن الديك وروبرت كاجان انه علي الرغم من صحة توجه ادارة اوباما الي منطقة آسيا باسفيك, الا انه هذا يجب ألا يكون علي حساب منطقة الشرق الاوسط التي سوف تظل منطقة حيوية للولايات المتحدة. غير ان الذين يتوقعون دورا ايجابيا لاوباما في ولايته الثانية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يربطون هذا بعدد من الشروط: منها انه إذا أراد اوباما القيام بهذا الجهد فان هذا يجب ألا يتعدي العام او العام ونصفا من ولايته فبعد هذا سوف تبدأ اعتبارات السياسة الداخلية بفعل فعلها التقليدي, حيث ستبدأ انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي وحيث سيضع اوباما في حسبانه احتمال ان يؤثر اي ضغوط علي اسرائيل علي مرشحي الحزب الديمقراطي وامكانه ان يخسر الحزب الاغلبية في مجلس الشيوخ ايضا. وان يعهد بإدارة مبادرته الجديدة الي شخصيات ذات وزن مثل الرؤساء السابقين جيمي كارتر وبيل كلينتون ووزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر. وسوف يساعد, اويعرقل, جهود اوباما, توصل القوي الفلسطينية, فتح وحماس, الي تصالح وتقديم رؤية موحدة في التفاوض مع الاسرائيليين. و بنفس القدر فانه علي قادة الدول العربية في لقاءاتهم بالرئيس الامريكي واتصالاتهم مع ادارته ان ينتبهوا الي اهمية التوصل الي تسوية مقبولة للقضية الفلسطينية وان اهمالها سوف يضر بالامن والاستقرار في المنطقة. المزيد من مقالات د. السيد أمين شلبى