دعا علماء الدين الجميع الي التخلي والابتعاد عن لغة التحريض علي القتل وتخريب المنشآت العامة والخاصة,محذرين في الوقت نفسه من الدعوات التي تنطلق من هنا وهناك للرد علي العنف بالعنف. معتبرين ذلك ردة الي الجاهلية الاولي التي جاء الدين الحنيف للقضاء عليها واستئصال شأفتها وطالب علماء الدين,جميع الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والشئون الدينية للاجتماع فورا لبحث ومدارسة اسباب العنف التي تحدث في المجتمع وينتج عنها ازهاق الارواح وتخريب المنشآت,وطرح حلول عاجلة للخروج من الازمة الحالية,علي ان يأخذ المسئولون بالدولة بعين الاعتبار نتائج تلك الدراسات,حتي يعود للشارع وللمواطنين الامن والاستقرار وتنطلق عجلة التنمية والانتاج. ويقول الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء,ان الدعوات التي تصدر من هنا اوهناك باستخدام العنف لمواجهة العنف من قبل البعض في المجتمع,ليست من الدين في شيء, وسيأتي القدوم علي ذلك الفعل بوابل من المخاطر والمشكلات علي جميع افراد المجتمع وسيؤدي الي مزيد من سفك الدماء,إذ ان مقابلة العنف بالعنف فيها خطر كبير علي الجميع,وذلك لايصح لان الخطأ لايبرر الخطأ,وحتي لانشعل نار الفتنة. العودة الي الحوار ضرورة واشارالدكتوراحمد عمرهاشم الي انه يجب ان يقابل العنف بالتهدتة وتبصر الامور,والدعوة الي الحوار,والرجوع الي الله تعالي وتعاليم الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم,حتي يتحقق الاستقرار لجميع ابناء الوطن,كمايجب ان نعلم من يتعاطي العنف والاعتداء علي الممتلكات الخاصة والعامة,وقتل النفس بغير الحق وازهاقها إن ذلك كبيرة من الكبائر,ولابد ان يتذكر ان الله سبحانه وتعالي قد اعد لمن يفعل ذلك خمس عقوبات حيث قال رب العزة سبحانه وتعالي في كتابه العزيزومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما وقال في آية أخريولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا,وقال صلي الله عليه وسلملايحل دم امرء مسلم يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الا باحدي ثلاث: النفس بالنفس,والثيب الزاني, والتارك لدينه المفارق للجماعة,ومع هذا فانه ليس من حق افراد المجتمع ان يقيموا الحدود والعقوبات علي الآخرين,لان ذلك من حق ولي الامر حتي لاتشيع الفوضي في المجتمع. وشدد علي ضرورة وقف نزيف الدماء الذي يحدث في مختلف محافظات الجمهورية,وسقوط قتلي وصرعي وخراب مدمر للممتلكات العامة والخاصة,وهو أمر يندي له الجبين ولايقره اي دين ولاشرع ولاقانون, ويجب علي كل العقلاء في مختلف التخصصات العلمية والاقتصادية والسياسية وعلماء النفس والاجتماع ان يجتمعوا,ليتدارسوا تلك المشكلات التي تهدد امن واستقرار جميع افراد المجتمع, وتعطل مسيرة التنمية التي نحن في اشد الحاجة اليها,ثم بعد ذلك عليهم ان يصدروا توصيات بالنتائج التي توصلوا اليها,ويرفعوها الي ولي الامر والمسئولين والاخذ بما جاء فيها بعين الاعتبار حتي تخرج البلاد من عثراتها الاقتصادية والسياسية ويعود الامن والاستقرارللجميع. كما يجب علي المسئولين الإصغاء جيدا والاستماع والتحاور مع الجميع,وإعلاء صوت العقل وايضا النظر الي تقديم المصلحة العليا علي المصالح الخاصة الضيقة في وقت تمر فيه مصر بمرحلة فارقة من تاريخها,اذ ان الوطن للجميع وليس لفئة او جماعة بعينها,والكل مسئول امام الله تعالي عما يهدر من جهد ووقت واموال في امور لاطائل منها الا الخراب والدمار وازهاق الارواح,وليعلم الجميع ان العالم كله شرقه وغربه,شماله وجنوبه,ينظر الينا باهتمام واعين محدقة,وكل له مأربه,فعلينا الا نعطي الفرصة للطامعين والحاقدين واصحاب القلوب المملوءة حقدا ان يصلوا إلي مايريدون, من دمار وخراب وهلاك للاخضر واليابس في مصرنا الحبيبة التي كرمها الله تعالي حيث ذكرها في كتابه العزيز خمس مرات تصريحا, منها ماجاء في سورة يوسف عليه السلام حيث قال سبحانه وتعاليادخلوا مصر إن شاء الله آمنين وذكرها تلميحا في اكثر من ثلاثين موضعا. الفرقة نهايتها الفشل وفي سياق متصل أكد الدكتور عبد الفتاح ادريس استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر- أن الإسلام حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة من بيت الله الحرام, لافتا إلي قوله تعالي:.. انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا, ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..., وقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة,داعيا إلي ضرورة الحفاظ علي وحدة الصف المصري لبناء المجتمع والدولة الحديثة, عملا بقوله تعالي واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا, محذرا من الفرقة والتنازع بين أبناء الوطن الواحد, مما يؤدي بنا إلي الخسارة والفشل مصداقا لقوله تعالي:... ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. وأشار الدكتور عبد الفتاح ادريس إلي أنه علي المصريين أن ينتبهوا إلي المخاطر التي تواجه وطننا في الوقت الراهن, خاصة في الجانب الاقتصادي الذي وصل إلي مرحلة خطيرة, مؤكدا أننا في أشد الحاجة إلي الأموال الطائلة التي تهدر في العملية السياسية والحشد الحزبي, ليتم استخدامها لعملية بناء المجتمع ومنفعة البلاد والعباد خاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية وغيرهما. وأضاف أن ذلك لن يتأتي إلا بالحفاظ علي أمن المجتمع والابتعاد عن عمليات الهدم والتخريب وأن نعلي مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة من أجل استقرار البلاد,مشددا علي أن عالم الدين لابد أن يكون ملكا للجميع,وان يسدي النصيحة لكل افراد المجتمع,حيث ان رسالته شاملة لجميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية,وبالدرجة الاولي الاخلاق المجتمعية. العمل بروح الفريق من جانبه طالب الدكتورعطية مصطفي استاذ الدعوة والثقافة الاسلامية بكلية اصول الدين جامعة الازهر, المصريين كافة شبابهم وعلماءهم وعمالهم ومثقفيهم وفلاحيهم بالتمسك والتسلح بالوحدة والاتحاد والثقة في هذه المرحلة من تاريخ الوطن وهم ماضون في طريق التنمية والتطوير, من أجل استكمال أركان المجتمع الحديث الذي يحقق مصالح وتطلعات جميع أبنائه في حاضرهم ومستقبلهم ومواصلة وضع وتنفيذ سياسات إصلاحية طموح نحو سيادة الوطن واستقراره واستقلال إرادته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. واشار إلي أنه ما أحوج الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها إلي أن تتأسي باخلاق وآداب رسول الله صلي الله عليه وسلم, وبسيرته الكريمة وبطريقته في كيفية الخروج ومعالجة الازمات, وما أرساه من قيم العمل والمثابرة والتصميم لتكون سببا رئيسيا لشحذ وتقوية عزيمتنا في مواجهة تحديات الحاضر, وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر في مستقبل أفضل. ودعا الدكتور عطية مصطفي, العلماء والدعاة إلي تبني خطاب ديني جديد يتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه متسلحا بأدواته ينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوي الغلو والتطرف ويتصدي لأي صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم. وأوضح ان المشاركة الحقيقية والمخلصة من كافة المواطنين والعمل بروح الفريق هي الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة لاستعادة دورها ليس فقط علي المستوي الاقتصادي والسياسي والثقافي بل علي جميع المستويات الإنسانية, فالمستقبل الذي نسعي إليه لن يتحقق بالكلمات والشعارات والتمني,وإنما تحققه مشاركة فاعلة جادة تدفع وتدعم مسيرة أبناء مصر إلي الأمام لتسهم مصرنا الغالية في إحداث زخم حضاري جديد يدعم مسيرة أمتنا وعالمنا للرقي والتقدم.