وسط حالة من القلق الدولي إزاء تصاعد الاضطرابات والعنف في الشارع المصري, أدانت وزارة الخارجية الأمريكية أمس بشدة أعمال العنف الأخيرة في مصر, محذرة من إصابة عدد كبير من المصريين بالإحباط من عملية الإصلاح السياسي, فضلا عن بطء وتيرة الإصلاح الاقتصادي في البلاد. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن واشنطن تتشاور مع جميع الأطراف, سواء من الحكومة أو من المعارضة, مشيرة إلي ضرورة الحوار كسبيل لمعالجة هذه القضايا سلميا, وأكدت تأييد بلادها لحق التظاهر السلمي, ولكنها شددت علي الحاجة لبقاء ذلك سلميا والتزام قوات الأمن بضبط النفس. وفيما يتعلق بإعلان حالة الطوارئ, أشارت المتحدثة إلي ضرورة التعامل معها بعناية علي ضوء تاريخ مصر, مشيرة إلي أن الأمر الأكثر أهمية هو أن يري الشعب المصري حكومته تتصرف بشكل ديمقراطي خاصة فيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان, وفقا لسيادة القانون. أما بالنسبة لاطلاع وزير الخارجية الجديد جون كيري علي الأحداث العالمية الملحة وخاصة في مصر, أكدت نولاند أنه تم إطلاع كيري علي مختلف الأزمات العالمية منذ الإعداد لجلسة استماع تثبيته, مشيرة إلي أن هناك مكتبا انتقاليا يتناول جميع القضايا الساخنة وكيفية التعامل معها. كما أشارت إلي أن الوزيرة المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون علي اتصال مستمر معه. وفيما يتعلق بمستجدات محاكمات من كانوا يعملون في منظمات غير حكومية في مصر, قالت نولاند إنه كانت هناك جلسة استماع منذ شهر, وتم تأجيل جزء من إجراءات الدعوي. وفي روما, أكد وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي أن العنف في مصر يدعو للقلق, معربا عن اعتقاده بأن الأمر يتطلب صبرا ومنهجا بناء تجاه الحكومة المصرية. وأضاف قائلا:إننا نبعث برسالة واضحة للحكومة المصرية بأننا في انتظار مسار دستوري واضح يتضمن احترام حقوق الإنسان والأقليات في مصر. وأوضح في تصريحات للصحفيين في ختام اجتماع للمجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل- أن هناك مؤشرات علي رغبة مصر في الانفتاح, كما كان جليا من زيارة الرئيس محمد مرسي إلي العاصمة الألمانية برلين الي جانب زيارته لروما التي كانت أول زيارة يقوم بها مرسي الي بلد أوروبي. ومن جهة أخري, نقلت وكالة أنباء آكي الإيطالية عن ريكاردو مورو الخبير السياسي الإيطالي توقعه أن تعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة, التوازن للأوضاع في مصر, لكنه اعتبر أنه من المستحيل الانتظار خمسة أشهر أخري في ظل هذه الظروف, علي حد تعبيره. وفي مقال نشرته خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين حول المشهد علي الساحة المصرية, أشار مورو إلي أن البلاد في حالة فوران. ورأي مورو أن الانتخابات المقبلة ربما تكون الفرصة الأخيرة لمرسي, الذي أصبحت مسيرته تبدو مهددة بشكل يائس. واعتبر أنه للتعامل مع المعارضة لابد من أعمال ملموسة, محذرا من أن أولئك الذين واجهوا الموت عام2011 لاسقاط الديكتاتورية, لن يرضوا اليوم بكلمات جوفاء علي حد تعبيره.