أثبت الباحثون في جامعة نيو ساوث ويلز أن تخزين البيانات في الحمض النووي بات أمرا ممكنا. حيث يمكن الحفاظ علي إرث البشرية جمعاء, بطريقة تخزين عالية الجودة داخل الحمض النووي. و يقول د. طارق قابيل أستاذ التقنية الحيوية بكلية العلوم جامعة القاهرة إنه من المعروف أن الحمض النووي عادة مدمج, خفيف الوزن وسهل النقل, وإذا خزن في بيئة باردة, فإنه قد يستمر لآلاف السنين. وعلي الرغم من أن أنظمة التخزين للحمض النووي ليست متاحة تجاريا حتي الآن, فإنها يمكن أن تشكل حلا لحفظ السجلات التاريخية وملايين الكتب. ومن المعلوم أن جميع النظم البيولوجية استخدمت الحمض النووي باعتباره جزيء التخزين للمعلومات. ومن ثم فإنه يمكن تخزين كميات هائلة من البيانات المشفرة داخل مجلدات مجهرية, وفي الحقيقة فكل منا يحمل الدليل القاطع علي ذلك المفهوم في كل خلية من مليارات الخلايا التي تحتويها أجسامنا. وطبقا للبحث المنشور بمجلة' نيتشر' العلمية أثبت فريق من الباحثين برئاسة نيك جولدمان وايوان بيرني من معهد المعلوماتية الحيوية الأوروبي إمكانية استخدام هذه التقنية لتخزين ونقل البيانات حيث تم تحميل بعض أعمال شكسبير وتسجيلات صوتية من خطاب مارتن لوثر كينج الشهير وعدة ملفات بحثية وصور ملونة علي جزيئات الحمض النووي ثم تم شحنها من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي ألمانيا دون تعبئة أو تغليف متخصص, وأخيرا تم فك الشفرة مرة أخري إلي صيغها الإلكترونية الأصلية. وعلي الرغم من أن هذه الدراسة اشتملت فقط علي أقل من واحد ميجا بايت من البيانات في المجموع, لكن هذا الحجم من البيانات بالفعل أكبر حجما من جميع ما سبق تشفيره كحمض نووي مخلق من قبل. ويري المؤلفون أنه يمكن توسيع نطاق هذه التقنية لإنشاء سعة تخزين قد تتخطي حجم جميع المعلومات الرقمية المخزنة في جميع أنحاء العالم اليوم بحجم قد يصل إلي واحد زيتابايت, أي ألف مليار مليار من البايت وهي وحدة سعة التخزين. ومن المعلوم أن الحمض النووي يخزن كل هذه المعلومات في مساحة أقل بكثير من وسائل التخزين الأخري. فعلي سبيل المثال, فإن مختبر الجسيمات الأوروبي للفيزياء بجنيف, يخزن حاليا حوالي90 بيتابايت من البيانات علي نحو100 من الأقراص المدمجة. هذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات يمكن تخزينه لآلاف السنين في كوب يحوي41 جراما من الحمض النووي.