تحولت المسيرات السلمية التي دعت إليها رموز القوي المعارضة وجبهة الإنقاذ أمام قصر الاتحادية مساء أمس إلي مشهد دام جديد, وذلك بعد أن حاول عدد من المتظاهرين تسلق إحدي بوابات القصر, إلا أن قوات الحرس الجمهوري منعتهم. وتطورت الأحداث بعد ذلك إلي تراشق المتظاهرين وقوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف, مما تسبب في وقوع العديد من الإصابات في الجانبين, وأطلقت قوات الأمن المركزي الغازات المسيلة للدموع علي المتظاهرين لتفريقهم دون جدوي. من جانبه, ناشد قائد الحرس الجمهورس جموع المتظاهرين عبر مكبرات الصوت في محيط القصر, الالتزام بسلمية المظاهرات وعدم ارتكاب أي أعمال من شأنها تكدير الصفر العام. واستنكر محاولة اقتحام بوابة القصر والضغط علي عناصر الأمن وإدخالهم إلي داخل أسواره, ومحاولة البعض إشعال الحريق داخل القصر بكرات اللهب وزجاجات المولوتوف. وقامت سيارات الأمن المركزي بتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن القصر بإلقاء مكثف للقنابل المسيلة للدموع, ثم قاموا بعدها بإضرام النيران في الخيام الخاصة بالاعتصام في محيط القصر. ونفي مصدر جماعة الإخوان المسلمين صحة ما تردد عن احتشاد عدد من أنصار الجماعة داخل مسجدي الرحمن الرحيم ورابعة العدوية, استعدادا للدفاع عن القصر. وفي الوقت نفسه تجددت الاشتباكات بمحيط كوبري قصر النيل بين المتظاهرين وقوات الامن وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة بينما خرجت مسيرة تضم المئات من الشباب من ميدان التحرير الي قصر الاتحادية عن طريق كوبري6 أكتوبر مما ادي الي تأثر حركة المرور به. وكان ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية قد شهد أمس فعاليات جمعة الخلاص التي دعا إليها أكثر من11 حزبا سياسيا وحركة ثورية, وشارك فيها الآلاف من خلال4 مسيرات انطلقت أولاها من دوران شبرا, والثانية من امام مسجد مصطفي محمود بالمهندسين, والثالثة من مسجد الاستقامة بالجيزة, والرابعة من أمام حزب الوفد فيما وصل إلي محيط قصر الاتحادية مسيرتان اولاهما من ميدان رابعة العداوية بمدينة نصر, والثانية من أمام مسجد النور بالعباسية, وقد لوحظ انخفاض الأعداد المشاركة في المسيرات بسبب الأمطار وبرودة الطقس الشديدة. وبدأ تحرك المسيرات عقب صلاة الجمعة, بينما توافدت أعداد قليلة إلي ميدان التحرير قبل الصلاة لبدء الاستعداد للتظاهر بأداء صلاة الجمعة. وقد رفض المتظاهرون أمس في مليونية الخلاص بميدان التحرير ما سموه بأحاديث المبادرات من أجل الخروج من الأزمة مؤكدين ان المخرج الوحيد هو رحيل الرئيس محمد مرسي واسقاط النظام وايقاف أخونة الدولة المستمر علي قدم وساق علي حد وصفهم. وطالب المتظاهرون بضرورة محاسبة المسئول عن العنف والدم الذي سال في الاتحادية والتحرير, وأكدت المنصة الرئيسية في الميدان قبولها لمبادرة وقف العنف لأنهم ليسوا من دعاة العنف, وعقد الميدان محاكمة رمزية للرئيس مرسي كما عقدت من قبل للرئيس مبارك, حيث اكد المتظاهرون انه لا فرق بينهما بعد ان سالت الدماء في عهد مرسي. وطالب المشاركون بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتشكيل لجنة لتعديل المواد الخلافية بالدستور وإزالة اثار الاعلان الدستوري الأخير, وإقالة النائب العام وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المسئولين عن تلك الأحداث وإخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون وإلغاء حالة الطوارئ بمدن القناة ومجلس رئاسي مدني يقود هذه المرحلة العصيبة من حياة مصر. وطالب المتظاهرون الجيش والشرطة بالانتصار للشعب. وقد خرج من الميدان مسيرتان الأولي إلي محافظة القاهرة, والثانية كانت متجهة إلي مجلس الشوري, ولكن حجزتها الكتل الاسمنتية ونددت المسيرة بمجلس الشوري الذي يشرع أخطر القوانين لتمكين الإخوان علي حد وصف المتظاهرين. ولا شك ان الأمطار امس قد اثرت علي عدد المشاركين في مليونية أمس التي شارك فيها احزاب التحالف الشعبي الاشتراكي والتيار الشعبي المصري والوفد والدستور والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي والكرامة و6 أبريل الجبهة الديمقراطية وشباب من أجل العدالة والحرية والجبهة الحرة للتغيير السلمي والجمعية الوطنية للتغيير وكفاية والجبهة القومية لعدالة والديمقراطية وائتلاف ثورة اللوتس واتحاد شباب ماسبيرو وحركة المصري الحر. وقد غابت اللافتات العملاقة التي كان يتم تعليقها علي جوانب الميدان للتعبير عن مطالب المتظاهرين. ولم تختلف الهتافات كثيرا عن كل جمعة, حيث هتف المتظاهرون برحيل مرسي مرددين ارحل ارحل, ويسقط حكم المرشد, والشعب يريد اسقط النظام, وتم توزيع منشورات بالمطالب الاساسية للثوار في الميدان. ومن جانبه اتهم الشيخ عبدالسعيد من جبهة أزهريون مع المدنية الإخوان المسلمين بانهم الطرف الثالث, وان كل تجمعاتهم لم يحدث فيها أي اعمال عنف, وهاجم وزير الأوقاف واتهمه بأنه يقوم بأخونة الوزارة, وان الأيام القليلة ستشهد عزل مفتي الديار المصرية. وكان أفراد اللجان الشعبية قد قاموا بإعادة اغلاق المداخل المؤدية إلي ميدان التحرير أمام حركة سير السيارات بعد أن تم فتحها بشكل جزئي أمس الأول, حيث قاموا بوضع الحواجز المعدنية والأسلاك بمداخل الميدان من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض, وكوبري قصر النيل وشوارع عمر مكرم, ومحمد محمود, والفلكي, وقصر النيل. وشهد الميدان تواجدا مكثفا صباح أمس للباعة الجائلين خاصة بائعي المأكولات الشعبية مثل الفول والفلافل وكذلك المشروبات الساخنة والتي أقبل عليها المعتصمون نظرا لبرودة الطقس الشديدة أمس. وأعلنت رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري مشاركتها في المسيرات التي تنظمها القوي والأحزاب السياسية والوطنية والحركات الثورية أمس تحت اسم جمعة الخلاص. وقال إبرام لويس مؤسس الرابطة إن مشاركتنا كانت بشكل سلمي, رافضا أي دعوات للتخريب واستخدام العنف والخروج عن سلمية التظاهرات, مطالبا بالقصاص للشهداء وإلغاء حالة الطوارئ وتعديل مواد الدستور المختلف عليها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.