من الذي لعب في جينات الشخصية المصرية؟, هذه الشخصية الهادئة, السمحة, الحالمة, الضحوكة. تغيرت وتحولت لتكون أكثر توترا وصراخا وتحفزا وخشونة, وجليطة, في تعاملاتها اليومية, وفقدان الثقة في كل ما يحيط بها, زادت عليها تلك المشاهد الدموية التي ننام ونصحو عليها, مع تلك الضبابية التي تحجب عنا رؤية ما يحمله لنا المستقبل القريب, كل ذلك أربك حياتنا, وافقدنا الهدوء النفسي, لكن لم يفقدنا الأمل والحلم بغد أفضل, طالما لدينا القدرة علي إيقاف من يعبثون في اسس تشكيل الوجدان المصري. لفت نظري مشروع بمخيمات اللاجئين في رام الله, جمعية أهلية اسمها( الكمنجاتي), نجحت في تعريف نحو5 آلاف طفل في3 مخيمات فلسطينية بمبادئ الموسيقي والغناء وأصبحت ضمن المناهج الدراسية, اي ان الموسيقي والغناء, من الأولويات التي يشب عليها الطفل الواقع تحت الاحتلال, رغم معيشته المتواضعة في المخيمات. ما يتاح لطفل المخيمات غير متاح لأطفالنا, أتذكر كراسة الموسيقي وحجرة البيانو في طفولتنا, اختفت الكراسة والحجرة والبيانو من مدارسنا, ولم أنس كلمات عبقري الموسيقي الراحل بليغ حمدي في لقاء معه بمنزله بميدان سفنكس في أواخر ثمانينيات القرن الماضي, ان البيانو كان جزء من جهاز العروس, لأن الموسيقي من الاحتياجات الاساسية للانسان, تهذب السلوك, وتجعل الحديث خافتا, متحضرا. جاء25 يناير, هذا العام, حاملا معه تحديا كبيرا, فقد رفع متظاهرو التحرير صورا لشخصيات نسائية بارزة جمعت بين الفن والثقافة والسياسة, درية شفيق, وأم كلثوم, وسعاد حسني, وهدي شعراوي, وشاهندة مقلد, لكل واحدة منهن دور بارز في صناعة التاريخ والوجدان المصري, ردا علي ذلك التيار المهووس بخيالاته وافكاره المتضاربة, لقمع المرأة فكرا وكيانا, وهجماته الشرسة علي الوسط الفني ومبدعيه, وتأكيدا علي انه ليس من السهولة العبث بالشخصية المصرية. المزيد من أعمدة سمير شحاته