المناطق الأثرية المفتوحة تعاني مشكلات كثيرة, فهي تحوي كنوزا رائعة, تجعلها مطمعا للطامعين, خاصة أن الحراسة في هذه المناطق لا يتجاوز القائم بها عدة أفراد, بالإضافة إلي مشكلات الباعة الجائلين التي تؤثر سلبا علي الآثار, وعلي الوجود الأمني. المزيد من التفاصيل في السطور التالية: حالها مثل حال العديد من المناطق الأثرية في مصر التي تتعرض للإهمال والضياع والنهب والسرقة.. وزارة الآثار بح صوتها لمناشدة شرطة السياحة لنجدتها ولا مجيب, ولم يشفع لها اسم وزيرها ووزير الداخلية.. تاريخ مصر وتراثها في خطر.. هل تتدخل الدولة لإنقاذه قبل فوات الأوان؟ منطقة دهشور الأثرية التي توصف بأنها مخزون مصر الأثري, صارت مطمعا لمحترفي تجار الآثار, ما يزيد علي1500 شخص من أهالي منطقة دهشور وقريتي المرازيق ومزغونة, يحاولون بناء مقابر بجوار الهرم القريب من منطقة أهرامات الجيزة الواقعة جميعا في غرب القاهرة, وقام عدد من أهالي منطقة دهشور بالشروع قبل أيام في السيطرة تباعا علي نحو20 فدانا من أراضي الوزارة, والاستيلاء عليها والحفر فيها لبناء مقابر لرفات موتاهم تحت تهديد السلاح, امتدادا لمقابرهم القائمة بالأساس, مهددين بهدم هرم سنفرو إذا تم منعهم من قبل الشرطة, أو هيئة الآثار, يقول محمد يوسف مدير منطقة آثار دهشور واللشت: إن تاريخ وتراث مصر في آثارها, وآثار مصر تمثل سدس آثار العالم, ومنطقة دهشور الأثرية في خطر.. بها العديد من المناطق السياحية والأثرية, وتعد دهشور موقعا مهما من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو منذ عام1979, نظرا لما بها من مواقع أثرية مهمة, ولها أهميتها الأثرية, فهي المنطقة الوحيدة التي عثر بها علي أول هرم كامل في التاريخ, وهو هرم الملك سنفرو, أو الهرم الأسود, وهو والد الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر في الجيزة. وشرح يوسف سبب تكالب اللصوص علي تلك المنطقة بقوله: لأنها كانت تابعة للقوات المسلحة, وكان ممنوعا علي جميع البعثات المصرية والأجنبية زيارتها, لذلك ظلت محتفظة بكل آثارها في باطن الأرض, إلي أن انتقلت تبعيتها لهيئة الآثار عام1996, وبعد ثورة25 يناير ونتيجة للانفلات الأمني الذي تعرضت له البلاد, أصبحت عرضة للأهالي ولصوص الآثار, حيث يقومون بالحفر في المنطقة الأثرية واستخراج الآثار في وضح النهار. وكشف يوسف عن كارثة, وهي قيامه بتحرير محاضر بأسماء لصوص الآثار, لكن دون جدوي, وذهبنا إلي الأمن العام في قسم شرطة البدرشين, لكنهم رفضوا مساعدتنا وقالوا: روحوا لشرطة السياحة والآثار وهي المسئولة عنكم وعن حماية الآثار, وخاطبنا كل الجهات بداية من القوات المسلحة التي كانت مستمرة في حمايتها حتي وقت قريب, وخاطبها الوزير رسميا, لكنهم رفضوا. وطالب مدير منطقة آثار دهشور بتوفير الحراسة الكافية لأن المنطقة الآن لا يحرسها سوي15 خفيرا فقط دون تسليح, كيف يدافع عن هذه الآثار التي تقدر بالمليارات وهو أعزل, وفي المقابل لصوص الآثار لديهم أحدث الأسلحة النارية. واختتم يوسف حديثه بتحذير كما بدأ به قائلا: إذا لم يتدخل الرئيس مرسي للحفاظ علي الآثار سوف يكتب التاريخ أن الإخوان أهدروا آثار وحضارة مصر, ووقتها لن يجدوا المؤرخين الذين يدافعون عنهم, كما نطالب بوجود شرطة للآثار فقط, لأن شرطة السياحة والآثار تهتم بالسياحة فقط دون الاهتمام بالآثار. يقول علي الأصفر مدير عام منطقة الهرم الأثرية: إنه حدثت تعديات علي جبانة منف ممتدة من أبورواش وحتي دهشور, مرورا بالهرم وأبو صوير وسقارة ودهشور واللشت, وكذلك حدثت تعديات علي منطقة بني سويف, وخلف الهرم حيث تم إنشاء كافتيريات والدخول في حرم منطقة الآثار. وأضاف الأصفر: الآن التعديات شجعت بعض الأهالي علي الحفر والتنقيب داخل المنازل, خاصة في منطقة نزلة السمان, ولم يقف التعدي عند هذا الحد فقط, بل امتد إلي جبانة شبرامنت الأثرية التي هاجمها عدد كبير من الأهالي وقاموا ببناء سور بالقرب من الجبانة الأثرية. وأضاف مدير عام منطقة الهرم الأثرية أن في مثل هذا التوقيت من كل عام كانت أعداد السائحين الزائرين من مختلف الجنسيات تقترب من ال6 آلاف زائر في اليوم الواحد, ولكن الآن الأعداد تتراوح ما بين900 و1000 سائح فقط, وبعد أن كان يدخل خزانة الدولة من آثار الهرم فقط مليون جنيه يوميا, أصبح العائد10 آلاف جنيه, والموسم لا يزيد علي70 ألف جنيه. وقال الأصفر: إن عناية الله هي التي حمت آثار مصر من النهب والسرقة في أثناء الثورة, حيث تم نقل أكثر من40 ألف قطعة أثرية من عصور مختلفة إلي المخازن, ولم يفقد منها سوي70 قطعة غير مؤثرة بعد دخول لصوص بالفعل داخل المخازن, ولكن إغلاق مدخل المخازن بتماثيل حجرية كبيرة الحجم والوزن, حال دون خروجها, ومنعت كسر الباب الرئيسي. وقالت وهيبة صالح كبيرة مفتشي آثار منطقة دهشور: إن التعدي علي المنطقة بدأ منذ بداية الانفلات الأمني بعد الثورة, إنه برغم غياب الأمن لكن تم عمل محاضر إدارية لإثبات التعدي. ويتفق عفيفي رحيم كبير مفتشي آثار الهرم مع تلك الآراء في خطورة الانفلات الأمني علي تاريخ وآثار مصر. ونبه الأصفر إلي أن المناطق الأثرية المفتوحة تحتاج إلي قوات من الجيش أو الأمن المركزي مسلحة, ولديها مركبات ومعدات للحراسة, لأن وجود5 حراس أو أكثر لا يكفي لحراسة تراث مصر. وأضاف الأصفر أن الكارثة التي حلت بنا أيضا الباعة الجائلون داخل منطقة الأهرامات الأثرية, أغلبهم الآن مسجلون خطر ويفرضون علي السائح الشراء بالقوة, ويحدث هذا أمام أعين شرطة السياحة ولا يستطيع أحد أن يتدخل, الجمالة كان هناك700 بائع متجول يسمح لهم بتصاريح ومعروفون لدي الشرطة, الآن أكثر من3000 بائع متجول معظمهم مسجلون خطر وجرائم سرقة