أكبر خطر يهدد أي ثورة, ويهدم بنيان أي دولة; الاستسلام لحالة الفوضي التي يدفع في اتجاهها أعداؤها بالخارج, وعملاؤهم المأجورون بالداخل. ولا يخفي علي أي مصري حال البلطجية ومثيري الشغب في الميادين الذين يستخفون بالإرادة الشعبية, ويروجون لخطاب إقصاء وعنصرية, وينشرون تلالا من شائعات وأكاذيب, مست الحياة اليومية, لطالما اكتوي الشعب بنارها. وهكذا, بينما يستعد ملايين المصريين للاحتفال بالذكري العطرة لمولد رسول الإسلام عليه السلام يوم الخميس, والاحتفاء بالذكري الثانية لثورة25 يناير يوم الجمعة; يمضي البعض في التحريض علي العنف, والتحرش بمؤسسات الدولة! والأمر هكذا, يجب توفير المعلومات الأمنية اللازمة للأجهزة التنفيذية عن البلطجية والمخربين, وعلي الحكومة ملاحقة كل من حرض منهم علي العنف. وعلي مستوي مجلس الشوري يجب تشديد قوانين التصدي للبلطجة والشغب, بينما يجب علي الحكومة اتخاذ الإجراءات التي تحمي بنيان الدولة. إن دعوة النبي صلي الله عليه وسلم تقوم علي التصدي للفوضي, وبناء دولة قانوية دستورية هي أحد مطالب الثورة, وأي تخاذل في مواجهة مثيري الفوضي, ومفتعلي الأزمات, ومرتكبي الشغب, في هذا الظرف الدقيق, هو خيانة للأمانة, ومصدر لغضب الشعب.