كتب - صلاح غراب: وقفت الأم تصرخ هاتولي سيد.. ابني.. فلذة كبدي.. من خطفه.. أين ذهب؟! هل يعود؟! هل.. وهل ؟! علامات استفهام عديدة طرحتها أم سيد باحثة عن طفلها الذي خرج ليلعب ويلهو في حواري وأزقة حي الدرب الأحمر.. لكنه للأسف لم يعد إلي حضن أمه.. بل أنه سقط في بالوعة ليذوب في بئر الاهمال... ويترك أمه أيضا تذوب في عالم الأحزان. بالوعات الصرف الصحي أو إن شئت الدقة بالوعات الموت المفتوحة علي مصراعيها, كم ابتلعت في بطنها من أناسي كثيرين, طوتهم في غيابات الجب, وكم طوت في ظلماتها من أبرياء عديدين, ابتلعتهم في جوفها..في رقبة من هؤلاء؟ من يدفع ديتهم ؟ أليس هو إهمال المسئولين في الحكومة ؟ أم هو تقصير من المواطنين أنفسهم, ليروا طريقهم جيدا, ويبصروا أمامهم ؟ علي الجانب الآخر, هناك من ماتت ضمائرهم وقست قلوبهم, حتي أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة, بسرقة ونهب أغطية هذه البالوعات, وهم لايدركون أو ربما يدركون أن هذه الفعلة الشنيعة ربما تتسبب في موت إنسان تصادف مروره وسقوطه في البالوعة, الذي يبدو في هذه الحالة كفخ نصبه هؤلاء المجرمون ليصطادوا به الأرواح البريئة, والأنفس الطاهرة. ومجددا, تتعالي أصوات المواطنين بالشكاوي من هذه المشكلة التي تعرض أرواح أبنائهم للخطر, موضحين أن مصادر الخطر معروفة, وتحيطها الحكومة بسياج أو نحوه, وتكتب عليه ممنوع الاقتراب أو احذر خطر الموت أما مصائد الموت كما سميناها, فإن المواطنين عندما افتقدوا تحرك الحكومة لسدها, وضعوا عليها علامات من نوع خاص, وهي أشجار, أو أخشاب, أو إطارات لتنبيه السائقين والمارة بوجود حفرة عميقة, حتي لا يتعرضوا للأذي. رصدنا وجها آخر للمشكلة, عن مشكلة البطالة, مما يثير تساؤلا, هو: إذا كان هؤلاء العمال يتقاضون أجرا ملائما, ويعيشون حياة كريمة, فلماذا يقدمون علي هذه السرقات, ويعبثون بالممتلكات العامة من أجل حفنة من المال, غير أن آخرين رأوا أن هناك تقصيرا من الجهات المختصة, لاسيما وزارة الداخلية, لأنها لو وقفت لهؤلاء المخربين بالمرصاد, لما أقدموا علي فعلتهم فمن أمن العقوبة أساء الأدب. هذا بالاضافة إلي أن المسئولية الأكبر تقع علي عاتق المحليات والمحافظات والأحياء التي صارت وكأنها في إجازة طوال الوقت.. ألم يحن الوقت وتصحو الضمائر حتي لا يغرق المصريون في البالوعات!!