يروي الناجون من قطار الموت ساعات الرعب التي عاشوها بعد انقلاب قطار البدرشين.. يقول علاء عثمان محمد20 سنة مجند مقيم بسوهاج كانت في طريقي لمعسكر مبارك حيث ركبت القطار من أسيوط وبعد محافظة بني سويف استيقظت وزملائي من النوم علي صوت ارتخاء في مفصلات عربات القطار وفي أقل من كيلو قطعها القطار انقلبت العربتان الأخيرتان ولم نشعر بانفسنا الا ووجدت اشلاء لزملاء تتناثر من حوالي ولا أستطيع فعل أي شيء لاصابتي بكسور متفرقة ولا أستطيع أن أقوم بمساعدتهم لحدوث شلل لحركتي, وتم نقلي إلي معهد ناصر وإجراء جراحة عاجلة لي. ويروي ناجي اخر من الموت واسمه سعيد حسني محمود22 سنة مجند ومقيم باسيوط قائلا ركبت قطار البدرشين عقب عودتي من الاجازة الشهرية بمعسكر التجنيد ولم أشعر بأي شيء سوا بنقلي إلي مستشفي الحوامدية والدماء تسيل مني ولكنني احمد الله علي أن العناية الالهية أنقذتني من موت محقق بعد أن شاهدت جثث زملائي تتناثر من حولي فوق قضبان السكة الحديد, وأضاف المصاب أنه كان سيعقد قرانه علي خطيبته التي كانت تنتظر وصوله في هذه الإجازة. ويقول محمد خلف الله20 سنة مجند مصاب بكسور متفرقة من جسده انه يحمد الله علي نجاته من الموت مشيرا إلي أنه والمئات من زملائه الذين كانوا يستقلون قطار الموت كانوا في طريقهم لأداء الخدمة العسكرية لحماية بلدهم ولكن حكومة البلد وقياداتها قدموا لهم قطارا يسير إلي الهاوية!! حالة من الحزن الشديد يعيشها أهالي ضحايا ومصابي قطار الموت داخل طرقات مستشفي الحوامدية العام في انتظار استلام ذويهم والبعض الآخر في انتظار حالة المصابين الناجين من القطار المنكوب. ووسط صرخات وبكاء أمهات الضحايا التقي الأهرام بشقيق أحد الضحايا, وقال إنه لم يتسلم حتي عصر أمس جثة شقيقه واسمه موسي حليم دبوس20 سنة مجند مقيم بسوهاج فيروي لنا شقيقه والدموع تسيل من عينيه أنه كان يعول أسرته المكونة من7 أفراد وقبل الحادث المشئوم كان يعمل مزارعا باليومية ويعتزم الزواج من نجلة خالته التي كانت تنتظره عقب عودته من فترة التجنيد بمعسكر مبارك إلا أن الموت حال بينهما, في الوقت الذي استقبلت فيه مشرحة المستشفي7 جثث البعض منهم تحول إلي أشلاء حيث وقف أقاربهم وذووهم أمام المشرحة في انتظار خروجهم علي نعوش الموت ورفضوا الحديث معنا لسوء حالتهم النفسية, فالجميع كان يعتصره الألم والبعض منهم دخل في حالات إغماء من هول الصدمة حزنا علي فقدان فلذات أكبادهم رافعين أيديهم إلي السماء قائلين كلمة واحدة حسبي الله ونعم الوكيل. ويروي أحد الناجين من الموت واسمه حسام حسن20 سنة مجند: كنت راكبا وزملائي القطار المنكوب الذي تعطل ثلاث مرات خلال رحلة الموت, وذلك بسبب حدوث تلف في العربة الأخيرة إلا أننا وزملائي من المجندين دخلنا في نوبة من النعاس وبعد ساعات استيقظنا علي صوت ارتطام شديد نتيجة خروج القطار عن القضبان وانقلابه ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أري الجثث تتناثر من حولي والدماء تسيل في أرجاء المكان. ويقول طارق عبدالله مجند ويقيم بدار السلام أننا وزملاءنا من المجندين طلبنا من الصول نقلنا إلي عربة أخري بعد استشعارنا بوجود خلل في العربة التي كنا نستقلها إلا أنه رفض وأكد لهم أنه لا يوجد أي شيء وبعد قليل فوجئنا بالحادث الأليم. وأشار المصاب إلي أنه قبل وقوع الحادث بقليل قام بعض الباعة الجائلين الموجودين بقطار البدرشين برفع فرامل الطوارئ علي أمل أن يتوقف سائق القطار إلا أنه أكمل رحلة الموت. كما التقي الأهرام مع ناج آخر من الحادث الآليم واسمه ناجي شمس الدين21 سنة مجند أصيب بتشوهات جسيمة في وجهه وجسده فلم يكن في استطاعته الحديث معنا, ولكن شقيقه محمد شمس الدين محاسب أكد لنا أن حالته خطرة وطلبنا من إدارة مستشفي الحوامدية العام نقله إلي مستشفي آخر لسوء حالته, وأشار إلي أنه لم يبلغ أسرته حتي الآن بالحادث لمرض والدته. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالعاطي حامد نائب مدير مستشفي الحوامدية العام أننا استقبلنا90 حالة من المصابين في الحادث الأليم ومازالت40 حالة خاضغة للعلاج بالمستشفي وتماثل50 حالة أخري للشفاء وخروجهم بعد إجراء الإسعافات اللازمة لهم بينما تم تحويل23 حالة أخري إلي مستشفيات المعادي العسكري والبنك الأهلي ومعهد ناصر. وعلي بعد أمتار من مستشفي الحوامدية كان يرقد العشرات من المصابين في الحادث بمستشفي البدرشين العام حيث قال الدكتور عمرو توفيق مدير عام مستشفي البدرشين أننا استقبلنا منذ وقوع الحادث الأليم23 مصابا بإصابات مختلفة تم تحويل12 حالة إلي مستشفيات أخري.