رحلت عن عالمنا منذ أيام السيدة الفاضلة علا غبور رائدة العمل الخيري الرئيس العالمي لكلية الجراحين الدولية الذي مارسته سنوات طويلة بكل الإصرار والتفاني والشفافية, قد لا يعرف البعض ماذا قدمت هذه الراحلة الرائعة لدنيانا ولعلي في عجالة أتمكن من إلقاء بعض الضوء علي هذه الشخصية الفريدة النادرة. كانت لسنوات طويلة عضوا في مجلس أمناء معهد الأورام القومي قبل أن تصبح رئيسا لهذا المجلس, ولم تتأخر عن بذل الغالي والنفيس لتعضد هذا المستشفي الذي يحارب أقسي الأمراض ضراوة, وهي الأورام السرطانية والتي يتكلف علاجها الأموال الطائلة أملا في شفاء أو تحسن محتمل, ولأنها إنسانة تختلج نفسها بحب الإنسانية والأطفال البراعم الصغيرة, فقد اقترحت علي زوجها البدء في إنشاء مستشفي سرطان الأطفال فقال لها إنها فكرة خيرة. ولكنها تحتاج مئات الملايين لتنفيذها ولأنها تؤمن بأن يد الله الرحيمة مع الجماعة فقد اخذت من زوجها مبلغا كنواة للإنشاء ولم تبخل بالمجهود المضني لجمع التبرعات من الأصدقاء الخيرين وواكب هذا إزالة المدبح من مكانه القديم بمنطقة زينهم, مما أتاح لها ومن معها العمل علي الاستفادة بهذا المكان لبناء المشروع وذهبت تصول وتجول للتغلب علي كل المصاعب مع المسئولين في مجلس الشعب حينئذ والرئاسة لتذليل العقبات, وتم إنشاء المستشفي بمعجزة كمعهد نموذجي لعلاج سرطان الأطفال, وتسابق الأغنياء والهيئات لتعضيده ماليا ليقوم برسالته البناءة الرحيمة حتي أصبح مثالا للمستشفي العالمي كما جاء في كل التقارير وادخلت خدمات طالما تقنا إليها مثلPetScan كثاني جهاز في مصر بعد المستشفي العسكري العالمي مع إنتاج المواد الذرية الإنشطارية اللازمة لهذا الجهاز. لقد كنت أتتبع أعمالها بإعجاب شديد, ويقيني أن هذا هو شعور الآلاف لقاء ما قدمت لمرضي السرطان في القاهرة وطنطا حتي أصابها المرض اللعين بلا هوادة, فهذه إرادة الله, ولم ينقطع الكثير عن الصلاة من أجلها, إننا اليوم نبكي علا غبور التي سيبقي اسمها كقبس من نور في عالم كثرت فيه الآهات والآلام وملاك رحمة يبذل عن حب ولا ينتظر جزاء ولا شكورا وأحسب أن آلاف الأطفال الذين جاهدت لشفائهم يبكونها اليوم, والكل يسأل لها الرحمة في عليين فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.