بينما يري كثيرون أن بطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين التي تقام فعالياتها في جنوب أفريقيا خلال الفترة من19 يناير الحالي إلي العاشر من فبراير المقبل . تمثل فرصة ذهبية لأصحاب الأرض من أجل العودة لمنصة التتويج, لا تبدو فرصة منتخب جنوب أفريقيا بهذه السهولة في العبور من المجموعة الأولي بالدور الأول للبطولة والتي ينافس فيها منتخبات المغرب وأنجولا والرأس الأخضر( كيب فيردي). ومن المؤكد أن الأرض والمساندة الجماهيرية ستكون أبرز الأسلحة في يد البافانا بافانا ولكن خبرة أسود الأطلسي ومهارات لاعبي المغرب وكذلك شعار التحدي الذي يرفعه فهود أنجولا وطموحات الرأس الأخضر في أول مشاركة لها بالنهائيات قد تضع الكثير من العراقيل أمام أصحاب الأرض في هذه المجموعة التي تتمتع بتوازن كبير في المستوي. ويأمل نجوم المنتخب الجنوب أفريقي في الخروج من الكبوة التي سيطرت عليهم لسنوات طويلة والتي لم يخترقها سوي مشاركة الفريق في كأس العالم2010 علي أرضه. ولذلك, سيكون هدف الفريق هذه المرة هو المنافسة علي اللقب وليس البحث عن التمثيل المشرف أو الصعود للأدوار النهائية. ومن الناحية النظرية, ربما لم يكن لجنوب أفريقيا أن تتوقع مجموعة أفضل من هذه المجموعة في بداية مسيرة الفريق أو مواجهة أفضل من لقاء منتخب الرأس الأخضر في المباراة الافتتاحية ولكن الواقع يؤكد أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة حيث يحظي المنتخبان الأنجولي والمغربي بخبرة كبيرة في البطولات الأفريقية بينما وصل منتخب الرأس الأخضر للنهائيات علي حساب أحد أبرز القوي الكروية بالقارة وهو المنتخب الكاميروني. ولذلك سيكون من الخطأ علي منتخب البافانا بافانا أن يستهين بمنافسه في المباراة الافتتاحية للبطولة خاصة وأنه يحتاج إلي فوز مطمئن في هذه المباراة بعيدا عن المفاجآت وقبل المواجهة المرتقبة والأكثر صعوبة مع كل من المنتخبين الأنجولي والمغربي. وفي المقابل, سيكون أمل المنتخب الأنجولي كبيرا في عبور الدور الأول من هذه المجموعة التي ابتعد فيها عن مواجهة فرق أبرز وأقوي مثل نسور نيجيريا وأفيال كوت ديفوار ونجوم غانا. ويعرف المنتخب الأنجولي نظيره الجنوب أفريقي جيدا حيث سبق لهما أن التقيا ثلاث مرات في نفس الدور من البطولات الأفريقية وذلك في أعوام1996 بجنوب أفريقيا أيضا وخسر صفر/1 ليخرج من الدور الأول و1998 ببوركينا فاسو وتعادل سلبيا وخرج من الدور الأول أيضا و2008 بغانا حيث تعادل1/1 ووصل لدور الثمانية. وربما يمنح هذا السجل بعض التفاؤل لجنوب أفريقيا حيث سبق له الفوز باللقب علي أرضه بعدما التقي جنوب أفريقيا في الدور الأول ببطولة1996. أما المنتخب المغربي فيشتهر بأنه من المنتخبات التي لا يمكن التكهن بما يستطيع أن يقدمه وقد يقلب الطاولة علي الجميع ليحجز البطاقة الأولي من هذه المجموعة ويترك المنافسة محتدمة علي البطاقة الثانية. بينما لن يكون لدي منتخب الرأس الأخضر ما يخسره في المشاركة الأولي له بكأس أفريقيا حيث يسعي الفريق إلي تقديم مفاجأة جديدة في النهائيات مثلما فعل في التصفيات علي حساب أسود الكاميرون.